الجزائر (CNN)— لا تزال الجزائر تعيش على وقع خبر وفاة الصحفي محمد تمالت بسبب تداعيات إضرابه عن الطعام، إذ أكد وزير العدل الجزائري الطيب لوح أن شقيق الراحل تقدم بشكوى لدى وكيل الجمهورية حول القضية، وأن السلطات القضائية ستجري بحثًا حول القضية، وقد دفن أمس الاثنين جثمان الراحل.
وقال الوزير اليوم الثلاثاء في تصريحات صحفية إن وزارته حرصت على "متابعة القضية بشفافية تامة، وإعلان الإجراءات القضائية حتى لا يتم تأويل أي شيء أو استغلال الملابسات"، متحدثًا عن أن نتائج التشريح ستعلن عندما ينتهي الطاقم الطبي من إجرائها.
وشهدت جنازة الراحل أمس الاثنين في العاصمة حضور الآلاف، بينهم شخصيات إعلامية وحقوقية وسياسية، خاصة من المعارضة، وانطلقت الجنازة من بين أسرته نحو مقربة بوروبة حيث ووري الثرى، ورفعت خلالها شعارات تطالب بمحاكمة المسؤولين عن وفاة الصحفي، وبالكشف عن نتائج التحقيق.
واعتقل تمالت يوم 28 يونيو/حزيران إثر دعوى رفعتها ضده النيابة العامة بتهمتي "الإساءة إلى رئيس الجمهورية" و"إهانة هيئات عمومية"، بسبب نشره قصيدة اعتبرها السلطات مسيئة للرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة، وحوكم بالسحن عامين وغرامة مالية 200 ألف دينار جزائري (1800 دولار أمريكي).
وقال رئيس الرابطة الجزائرية للدفاع عن حقوق الإنسان مختار بن سعيد إن السلطات كان مدعوة إلى إخلاء سبيل تمالت بعد تدهور حالته الصحية، متحدثًا لمحطة راديو إم، عن أن التنفيذ الفوري لمذكرة اعتقاله منذ البداية لم يكن أمرا مبررا بما أن القانون الجنائي المحلي لم ينص على ذلك فيما يخصّ تهمة إهانة رئيس الجمهورية.
ونقل بيان سابق لوزارة العدل أن تمالت الذي دخل في إضراب عن الطعام، مباشرة بعد سجنه، عانى من اضطرابات صحية، ورفض رفع الإضراب رغم تدخل الطاقمين الطبي والقضائي، وقد أجريت له عملية تطعيم في السجن، كما أجريت له عملية جراحية على مستوى الرأس بسبب إصابته بجلطة دماغية، ثم اكتشف الطاقم الطبي أنه يعاني كذلك التهابا على مستوى الرئتين، ورغم العلاج، بقيت حالته تتدهور إلى أن وافته المنية.