کاملیا انتخابی فرد تكتب: هل يتمكن أنطونيو غوتيرس من تغيير الأمم المتحدة؟

العالم
نشر
5 دقائق قراءة
تقرير کاملیا انتخابی فرد
کاملیا انتخابی فرد تكتب: هل يتمكن أنطونيو غوتيرس من تغيير الأمم المتحدة؟
Credit: GETTY IMAGES

هذا المقال بقلم کاملیا انتخابی فرد، والآراء الواردة أدناه تعبر عن رأي الكاتبة، ولا تعكس بالضرورة وجهة نظر شبكة CNN.

كلما اقترب موعد الاحتفال برأس السنة الجديدة، كلما اقترب موعد تسليم عجلة الأمم المتحدة إلى أنطونيو غوتيرس ليصبح الأمين العام لهاسيصبح أنطونيو غوتيرس، رئيس الوزراء البرتغالي السابق والمفوض السامي للأمم المتحدة للاجئين (2005 – 2015)، الأمين العام التاسع لمنظمة الأمم المتحدة.

قام أنطونيو غوتيرس بأداء القسم الرسمي للمنصب يوم الاثنين 12 ديسمبر ليصبح الأمين العام التالي للأمم المتحدة، وذلك وسط ارتفاع تأييد تيارات الحركات القومية في جميع أنحاء العالم، وكذلك تزايد فقدان الثقة في المؤسسات الرسمية، بما في ذلك المؤسسة التي سيتولى قيادتها في يناير.

ومن الواضح أن غوتيرس شخصية مختلفة تماما عن الأمين العام الحالي للأمم المتحدة بان كي مون، ومن المتوقع أن يقوم غوتيرس بالنقلة النوعية التي تحتاج إليها لأمم المتحدة.

إن الصراعات الحالية القائمة في سوريا والعراق واليمن وليبيا والسودان وأفريقيا بشكل عام تعتبر تحديات يجب على الأمين العام الجديد مواجهتها بشكل فوري، بما ذلك التغييرات في الإدارة الأمريكية وتعيين سفير جديد للولايات المتحدة في المنظمة الدولية، والذي سيتم تعيينه بشكل رسمي من قبل الرئيس الأمريكي في أواخر يناير.

من ناحية ثانية، قام الأمين العام المكلف الخميس الماضي بتعيين ثلاثة من أهم المسؤولين في المنظمة، ومن اللافت أنهن جميعا من النساء: السيدة أمينة ج محمد من نيجيريا تم تعيينها كنائب للأمين العام، ماريا ليوزا فيوتي من البرازيل تم تعيينها رئيسة للديوان، أما كانغ كيونغ-وا من كوريا الجنوبية فقد تم تعيينها مستشارة سياسية خاصة، وهو منصب تم استحداثه الآن وهي أول شخص يشغله.

وتعتبر هذه الخطوة هامة جدا ومن شأنها أن تعزز المساواة بين الجنسين في الأمم المتحدة، لكن الدبلوماسيين في الأمم المتحدة يتساءلون فيما إذا كانت هذه النساء قادرات على القيام بمسؤولياتهن في هذه المرحلة الصعبة التي تتجه فيها جميع العيون إلى الأمم المتحدة، وما إذا كن يمتلكن القدرات التي تؤهلهن للمساعدة في إيجاد حل للقضايا الكبيرة التي تشمل صراعات عسكرية في مناطق مختلفة من العالم وأزمة اللاجئين.

الأمين العام الجديد أكد في كلمة ألقاها الاثنين الماضي في قاعة مكتظة بالحضور على أهمية" الاحترام، حقوق الانسان، التسامح والتضامن ". وأضاف غوتيرس أن "واجباتنا تجاه الناس الذين نخدمهم هو العمل معا لتصحيح وجهات نظرهم حول بعضهم البعض، وإخراجهم من دائرة الخوف من بعضهم البعض، وادخالهم في دائرة الثقة ببعضهم البعض. الثقة بالقيم التي تجمعنا والثقة في المؤسسات التي تخدمنا وتحمينا ".

وقام غوتيرس أيضا في خطابه يوم الاثنين بوضع أولوياته، مؤكداً للقوى العالمية بأنه يأخذ مصالحها بالاعتبار، وأكد على أهمية التمتع بالثقة بين الدول الأعضاء.

إن الصراعات في الشرق الأوسط بين اللاعبين الاقليمين وعلاقتهم بأعضاء مجلس الأمن الدائمين سيكون واحدا من التحديات التي سيواجهها غوتيرس في العام المقبل.

ولأول مرة في تاريخ الأمم المتحدة تحدث غوتيرس عن ضرورة إنشاء مكتب خاص لمكافحة الإرهاب وألزم الأمم المتحدة بتولي هذه المهمة. ونقلا عن العديد من الدبلوماسيين في الأمم المتحدة فان الأمين العام الجديد مهتم بإنشاء وظيفة عليا جديدة تشرف على جهود مكافحة الإرهاب.

خطاب غوتيرس يوم الاثنين أمام ممثلي العالم في الجمعية العامة للأمم المتحدة كان شجاعاً ومليئاً بالمبادرات التي لم نعتد على سماعها من قبل في الأمم المتحدة.

هل ستستيقظ الأمم المتحدة؟ أم أن غوتيرس سيتحطم تحت سلطة الفيتو القوية في مجلس الأمن؟

تشير التوقعات إلى أن غوتيرس سيواجه خمس سنوات صعبة في الأمم المتحدة وسط هذا الكم الكبير من الأزمات والتحديات، التي سيعاني منها العالم ما لم يعانيه منذ الحرب العالمية الثانية.