ليبيا (CNN)— منذ إعلان تحرير مدينة سرت من تنظيم داعش، بقي السؤال المطروح داخل ليبيا يتمحور حول الوجهات المقبلة المحتملة للتنظيم في البلاد، لتأتي الإجابة من وزارة الداخلية الليبية بطرابلس التي أكدت أن هذا التنظيم بدأ ينشط في العاصمة.
وأعلنت الوزارة في بيان حمل توقيع مكتب التحريات التابع للإدارة العامة لمكافحة الإرهاب، هروب عدد من عناصر "داعش" من بنغازي ودرنة ومصراتة إلى طرابلس، إضافة لوصول عدد كبير منهم من سوريا عبر تركيا إلى مدينة مصراتة.
وأكد البيان الذي صدر يوم الخميس الماضي أن" الإرهابيين متخفين في أزياء مدنية كأي مواطنين عاديين بعد أن تم منحهم بطاقات شخصية ليبية وجوازات سفر ليبية من قبل المتآمرين على الدولة ورؤساء الدوائر والمؤسسات الخاصة بهذا الشأن".
ولا يخفي المسؤولون الأمنيون خشيتهم من إمكانية تغلغل التنظيم داخل طرابلس واستئناف عملياته القتالية، حيث يؤكد في هذا السياق محمد أبو عجيلة الروسي وجود عدة مجموعات لـ"داعش" في عدة أماكن بطرابلس، إضافة لوجود بعض المعسكرات التي يتدربون فيها بشكل جعل المخاوف من شن هجمات مضادة من قبل التنظيم للرد على الهزيمة التي تلقاها في سرت معقله الرئيسي تتعاظم.
وأضاف عضو المكتب الإعلامي لغرفة عمليات طرابلس في تصريح لـCNN بالعربية، أن المجموعات التي تنتمي لـ"داعش" تتبع لما يُعرف بمجلس شورى الثوار وهي تتعاون مع بعض المليشيات والجماعات المسلحة الموجودة بطرابلس لتسهيل دخول عناصرها للعاصمة مستغلة عجز حكومة الوفاق على بسط سيطرتها على المدينة وعلى ضبط المليشيات.
وفقد تنظيم داعش العديد من عناصره وخاصة قياداته خلال معركته في سرت ضد قوات البنيان المرصوص التي استمرت حوالي سبعة أشهر، لكنه مع ذلك لم يعلن إلى حد اليوم عن استسلامه، ومن خلال تصريحات زعمائه يبدو أن هذا التنظيم لا يزال موجودا بقوة في ليبيا وسيعود إلى الواجهة.
.طرق الهجرة إلى ليبيا مازالت موجودة وسهلة.، حسب ما أكده الزعيم الأول لتنظيم داعش أبو بكر البغدادي في تسجيل صوتي مطلع نوفمبر الماضي، في حين قال زعيم فرع التنظيم في شرق ليبيا أبو مصعب الفاروق في أغسطس/آب الماضي،.إن شخصيات بارزة فرّت من سرت تساعد التنظيم على إعادة تنظيم صفوفه على مقربة من المدينة".
من جهته اعترف زعيم فرع غرب ليبيا في التنظيم أبو حذيفة المهاجر في مقابلة مع صحيفة.النبأ.التابعة لهم، بأن داعش في ليبيا،.يعاني لكنه سيواصل حملته للفتح والتمكين.، موضحا.أن المجاهدين لا يزالون بخير وما تزال مفارزهم الأمنية تنتشر في كافة المدن والمناطق وسراياهم تجوب الصحراء شرقا وغربا كما أنه يجتذب مقاتلين أجانب على نحو ثابت".
وتعيش العاصمة طرابلس حالة من عدم الاستقرار، حيث تدور بين الحين والآخر أعمال عنف واشتباكات بين المليشيات من أجل السيطرة على الأرض أو تحقيق بعض المكاسب الاقتصادية والعسكرية وهو المناخ المناسب الذي تحبذه كل التنظيمات المتطرفة لأنه يساعدها على البقاء والنشاط بعيدا عن أي مراقبة.
ويرى أسامة الجارد الكاتب الصحفي المتخصص في متابعة الحركات الإرهابية، أن ظهور تنظيم داعش في العاصمة طرابلس سيكون من خلال خلاياه النائمة والتي ستعمل على طريقة الذئاب المنفردة التى تقوم بعملياتها بشكل فردي من دون العودة إلى مركزية التنظيم، مستبعدا إعادة سيناريو سرت في طرابلس.
وقال في هذا الجانب: "من الممكن لعناصر داعش، بعد تغيير الملامح التى تبرز المتطرف من عدم كحلق اللحية و إزالة الجلابية و القمصان القصيرة، أن يتغلغل بطرابلس في صورة عامل أو نازح و يعيش بسهولة، أمّا إمكانية لمّ صفوف التنظيم فى طرابلس على غرار ما حصل فى سرت فذلك صعب جدا خصوصا بعد انهياره أمام قوات البنيان المرصوص إضافة لفقدانه قيادات كبيرة و الآلاف من المقاتلين و البنية العسكرية".
وخلافا لذلك، يتوقع الجارد أن عودة داعش واردة جدا في منطقة بني وليد، حيث تتوفر بيئة مناسبة لنمو التنظيم متمثلة خاصة في وجود خلافات تاريخية واجتماعية وانقسامات بين قبائل ورفلة ببني وليد ومصراتة ، وهي نفس الظروف التي مكنت داعش من الدخول لسرت بعد أن احتضنته قبائل القذاذفة ضد مصراتة، يقول الجارد.