الرباط (CNN)— يستمر الغاز المُستخدم بالمنازل في حصد أرواح العديد من الناس بالمغرب، ومنهم أربعة طلبة تشاديين، توفوا صباح أمس الأربعاء اختناقا بغاز أحادي أكسيد الكربون، في مدينة سطات، قرب الدار البيضاء. وأدت الوفيات المتكررة إلى تأكيد المركز المغربي لمحاربة التسمم واليقظة الدوائية التابع لوزارة الصحة، اليوم الخميس، أن الرقم أضحى مثيرًا للقلق، وأن العديد من الوفيات الناتجة عن التسمم تحدث عن طريق الخطأ وفي المنزل في أغلب الأحيان.
وتَحدث الوفيات أساسًا عبر استعمال سخانات الماء بشكل خاطئ وأحيانا عبر سوء استعمال قنينات الغاز في الطهي وكذا آلات التسخين التقليدية التي تستخدم الفحم والحطب.
وشهد المغرب عدة مآسي، تمثلت في اختناق أسر بكاملها بالغاز، منهم أسرة في مدينة إفران، إذ توفي أب وأم وابنتيهما منتصف ديسمبر/كانون الأول الماضي، بعد استخدامهم سخان الماء للاستحمام، كما لقي طفل مصرعه بعد هذه الحادثة بأيام في مدينة سلا بينما تم إنقاذ أفراد أسرته.
وأشار المركز في بيان له اليوم الخميس، أنه رغم الحملات التحسيسية التي يقوم بها وتغطيات وسائل الإعلام، إلّا أن الوفيات لا تزال تحدث بشكل متعدد، مؤكدًا أن التسمم يحدث خصوصا عندما لا تتوفر آلات تسخين الماء والتدفئة على معايير الجودة والسلامة، ومن ذلك وضع سخان الماء أو قنينة الغاز في مكان دون تهوية.
وقدم المركز عدة نصائح للوقاية من التسمم، أولها التأكد أن الآلات المستعملة تحترم علامات الجودة والسلامة، ثم الالتزام بكيفية استعمالها مع صيانتها مرة في السنة من طرف متخصص، وكذا تجنب وضع سخان الماء في الحمام أو مكان ضيق، والحرص على وضع قنينة الغاز في منطقة تحدث بها التهوية، فضلا عن تجنب النوم وترك آلات التدفئة التقليدية مشغلّة.
وشدّد المركز على تهوية المكان فورا بفتح الأبواب والنوافذ في حالة وقوع تسمم، وتوقيف مصدر انبعاث الغاز، وإخراج من يوجدون بالداخل مع الاتصال بالمركز لتقديم النجدة.
وحسب إحصائيات سابقة للمركز المغربي لمحاربة السمم، فقد تسبّب غاز أحادي أكسيد الكربون بـ2825 حالة اختناق في عام 2015، توفيت مننها سبعة حالات، بينما ارتفع رقم القتلى عام 2014 إلى 27.
ويحذّر خبراء في الأجهزة المنزلية على الدوام من اقتناء بعض سخانات الماء رخيصة الثمن التي تعود إلى ماركات مغمورة، أو تلك التي تأتي عن طريق التهريب وتباع في الأسواق العشوائية، إذ لا تحترم هذه السخانات معايير السلامة، كما أن عدم اعتماد بعض الأسر على الرصاصين المؤهلين في تركيب سخانات الماء يزيد من احتمال إمكانية وقوع خطأ لدى تركيبها، ممّا يهدّد حياة من يستخدمونها.