کاملیا انتخابی فرد تكتب عن تساؤلات الإيرانيين حول الملف النووي وموسم الحج

العالم
نشر
5 دقائق قراءة
تقرير کاملیا انتخابی فرد
کاملیا انتخابی فرد تكتب عن تساؤلات الإيرانيين حول الملف النووي وموسم الحج
رجل إيراني يحمل صحيفة محلية تظهر صورة لدونالد ترامب بعد يوم من انتخابه رئيسا للولايات المتحدةCredit: ATTA KENARE/AFP/Getty Images

هذا المقال بقلم کاملیا انتخابی فرد، والآراء الواردة أدناه تعبر عن رأي الكاتبة، ولا تعكس بالضرورة وجهة نظر شبكة CNN.

في بعض الأحيان، عندما أتلقى دعوة لتناول طعام العشاء مع مجموعة من الغرباء أو الأصدقاء غير المقربين في أحد المطاعم أو في منزل أحدهم، فإنني غالبا ما أرفض الدعوة بلباقة، وإذا ألحوا في دعوتهم أشترط عليهم بأنني لن أتكلم أبداٍ في أمور سياسية إذا كانوا راغبين بمجيئي.

معظم الناس مهتمون بتطورات الأحداث في الشرق الأوسط، ولديهم وجهات نظر متفاوتة حول الوضع السياسي في هذه المنطقة الهامة من العالم، ولا سيما إيران، ولذلك فإنهم يعتبرون وجود خبير في الشؤون الإيرانية على مائدة العشاء شيئاً ضرورياً جداً.

أنا أنظر إلى مثل تلك الدعوة على أنها دعوة لي للترفيه وتسلية الضيوف على مائدة العشاء، لأن هذا ما كان يحدث لي غالباً، وهو أمر لا أعتبره لفتة لائقة.

عندما كانت المحادثات حول النووي جارية، تلقيت دعوات كثيرة لتناول العشاء مع العديد من الأشخاص الغرباء الذين كانوا يريدون الاستماع إلى وجهات نظري حول ما كان يجري بين إيران والغرب في تلك المحادثات. وكان ذلك كثيراً ما يشعرني بالإهانة. وقد حدث في كثير من المرات ان تركت المائدة وطبقي مليء بالطعام وأنا أشعر بالعطش، لأنني اضطررت للتحدث طوال الليل حول الشأن الإيراني. ومع ذلك، علي أن أكون مستعدة، سواء أحببت ذلك أم لا، للحديث عن المشهد السياسي الإيراني في بعض المناسبات الخاصة والعامة.

والآن، وبدخول عام جديد، أجد نفسي أتساءل: كيف ستجري الأمور في هذا العام؟ هل سيكون عام 2017 مثل 2015، الذي شهد توقيع الاتفاق النووي أم سيكون مختلفاً؟ وإذا كان مختلفاً، هل سيكون أفضل أم أسوأ؟

تم التوصل إلى الاتفاق النووي الإيراني في منتصف يوليو 2015، وصادق عليه مجلس الأمن الدولي في 20 يوليو. ذلك الحدث جعل دول منطقة الشرق الأوسط تشعر ببعض التفاؤل على أمل أن تؤدي الاتفاقية إلى زيادة فرص السلام والاستقرار في المنطقة، وأن يعمل النظام الإيراني إلى تعديل سلوكه وممارساته مع دول الجوار. وفي 16 يناير 2017، ستصادف الذكرى السنوية الأولى لتطبيق الاتفاق النووي.

في عام 2016 تلقيت دعوات أقل لتناول العشاء على موائد الغرباء لأن اهتمامهم تراجع نسبيا بتسلية ضيوفهم بالاستماع إلى تطورات تطبيق الاتفاقية النووية. ولكن الاهتمام بهذا الموضوع بدأ يتصاعد يوماً بعد يوم بعد انتخاب دونالد ترامب ليكون الرئيس القادم للولايات المتحدة، وقرب تسلمه لمهام منصبه في 20 يناير.

في الآونة الأخيرة زارني بعض الأصدقاء الذين حضروا من إيران وتحدثوا عن شعورهم بالقلق والإحباط بالمستقبل وذلك بسبب ما يجري على الأرض في إيران وارتفاع الدولار بالنسبة للعملة المحلية.

هذا الشعور بالقلق ليس حكراً على الإيرانيين فقط، بل أن أصدقائي العرب أيضا الذين أعرفهم منذ 15 سنة لديهم نفس الشعور.

في رأيي الشخصي فإن الشيء الأكثر أهمية الذي لم تفعله طهران ولم تعطه الاهتمام الكافي منذ توقيع الاتفاقية النووية هو تطوير صداقاتها وعلاقاتها مع دول الجوار، والتي تشعر بالغضب لأنها تعتقد أنه تم تجاهل مصالحها خلال المباحثات التي انتهت بتوقيع الاتفاقية النووية، ولذلك فإنها لن تقف مع إيران للدفاع عن الاتفاق النووي عندما يتطلب الأمر ذلك.

وزير الخارجية الأمريكي جون كيري قال مؤخرا إن الخيارين المتوفرين بدون الاتفاقية النووية هما إما الحرب وإما حصول إيران على أسلحة نووية. وكلاهما خياران سيئان. ومع ذلك، يأمل الجميع في أن تساعد الاتفاقية النووية على مكافحة الإرهاب بشكل أكثر فعالية، وأن تشهد سنة 2017 انتصارات حاسمة تؤدي إلى القضاء على الإرهاب في النهاية.

السؤال المهم الآخر الذي طرحه علي الكثيرون هو فيما إذا ما كان الإيرانيون سيذهبون للحج هذا العام، وهل قامت السعودية فعلاً بإرسال دعوة رسمية إلى إيران للمشاركة في الحج هذا العام؟ وإذا كان الأمر كذلك، لماذا ينكر المسؤولون الإيرانيون استلام مثل هذه الدعوة من السعودية؟

في الحقيقة، لا أملك الإجابة هذا السؤال حتى الآن. وربما يخبئ لنا 2017 العديد من المفاجآت.