أتلانتا، الولايات المتحدة الأمريكية (CNN)-- قال السناتور الأمريكي الديمقراطي، كريس كونز، إن اتصال الجنرال المتقاعد مايكل فلين، مستشار الأمن القومي بإدارة الرئيس الأمريكي المنتخب، دونالد ترامب، بالسفير الروسي لدى واشنطن في الفترة الأخيرة، أمر "مريب للغاية"، خاصة أن ذلك يتزامن مع زوبعة التحقيق في مزاعم امتلاك موسكو معلومات تستطيع بها ابتزاز ترامب، وفي أعقاب استنتاج وكالات المخابرات الأمريكية بأن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، أمر بحملة "تأثير" على الانتخابات الأمريكية لترجيح كفة ترامب وتشويه سمعة نظيرته الديمقراطية آنذاك، هيلاري كلينتون.
وأضاف كونز في مقابلة مع شبكة CNN: "(القول بأن) الجنرال مايكل فلين احتاج الاتصال بالسفير الروسي قبل أكثر من ثلاثة أسابيع من مراسم تنصيب الرئيس المنتخب ترامب، تؤثر على المصداقية. بعد 20 يناير/ كانون الثاني الحالي، سيكون لدى الجنرال فلين الحرية بالاتصال بمن يشاء من الحكومات الأجنبية والسفراء ولكنه من المريب للغاية أنه قبل ثلاثة أسابيع من ذلك احتاج أن يتصل هاتفياً (بالسفير الروسي) لجدولة اتصال آخر لن يحدث سوى بعد عدة أسابيع."
وتابع كونز الذي هو عضو في لجنة العلاقات الخارجة واللجنة القضائية في مجلس الشيوخ: "سأقول أيضاً أن التطورات في لجنة الاستخبارات بمجلس الشيوخ، اتفاق الرئيس الجمهوري والديمقراطيين على بدء التحقيق في الصلات بين حملة ترامب والحكومة الروسية بناءً على المعلومات التي تلقاها جميع أعضاء مجلس الشيوخ، الخميس، يمثل تطوراً هاماً."
ورداً على سؤال حول عواقب اتصال فلين بالسفير الروسي، في حال كُشف أنه جرى الحديث عن السياسة الروسية، والذي يمثل اختراقاً لقانون "لوغان" الذي يمنع المواطنين من التراسل حول السياسة الخارجية للدولة، قال كونز: "هذا ليس سوى أحدث حلقة في سلسلة كاملة من التطورات التي تثير تساؤلات حقيقية حول الرجل الذي رشحه الرئيس المنتخب ترامب ليكون وزير الخارجية، ريكس تيلرسون، والذي حصل على ميدالية الصداقة من فلاديمير بوتين. كما سمعتم أيضاً، الجنرال كيلي، كان يعمل لدى RT، التي هي أداة دعاية لموسكو. أعتقد أن هذا يثير تساؤلات حقيقية. نادراً ما اضطررنا لاستحضار قانون لوغان في تاريخنا ولكنه يضع خطاً واضحاً أن لدينا رئيس واحد فقط، وأنه يجب على القادة الأميركيين والمواطنين الأميركيين ألا ينخرطوا في السياسة الخارجية. وهذا من شأنه أن يكون مسألة خطيرة للغاية. ونُلزم بالتحقيق أكثر في القضية."
ويُذكر أن شون سبايسر المتحدث باسم ترامب، قال إن فلين والسفير الروسي في واشنطن، سيرغي كيسلياك، ليسا على اتصال دائم ولكنهما كانا على اتصال مؤخرا حول عدد من القضايا.
وأرسل السفير الروسي رسالة نصية لفلين في 28 ديسمبر/ كانون الأول الماضي لكنهما لم يتحدثا على الهاتف إلا في اليوم التالي، وفقاً لمسؤول في فريق انتقال ترامب.
ووقعت المكالمة الهاتفية في 29 ديسمبر / كانون الأول الماضي، وهو نفس اليوم الذي أمر فيه الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته، باراك أوباما، بفرض عقوبات على روسيا، وطرد 35 من الدبلوماسيين الروس وعائلاتهم من الدولة - ولكن المسؤول في فريق انتقال ترامب قال لـCNN إن فلين وكيسلياك لم يناقشا العقوبات على روسيا.