نيويورك، الولايات المتحدة الأمريكية (CNN)-- عندما تُوظف شخصية عامة بارزة مديراً لحملة سياسية وتعلن خططاً للقيام بجولة في الدولة، تفترض أنه (أو أنها) يعتزم الترشح لمنصب سياسي. ولكن ماذا لو كان ذلك الشخص هو مارك زوكربيرغ؟
هذا هو السؤال المطروح في الأوساط التقنية والإعلامية خلال الأيام الأخيرة.
إذ أعلن الرئيس التنفيذي لشركة "فيسبوك" هذا الأسبوع أنه وّظف ديفيد بلوف، مدير حملة انتخاب الرئيس الأمريكي الحالي، باراك أوباما، ليرأس جهود السياسات والمناصرة في أعمال زوكربيرغ الخيرية.
وجاء تعيين المسؤول السياسي رفيع المستوى بعد أيام فقط من كشف زوكربيرغ عن قراره للعام الجديد بلقاء الناس في كل ولاية في أمريكا.
إذ كتب زوكربيرغ في تدوينة، بأسلوب يُشبه بدرجة مريبة لهجة سياسيّ محنّك: "بعد العام العاصف الماضي، أملي لهذا التحدي هو الخروج والتحدث إلى عدد أكبر من الناس حول معيشتهم وعملهم وتفكيرهم بالمستقبل."
وإن لم يكن كل هذا كافياً، فإن شركة "فيسبوك" أكدت مؤخراً أن زوكربيرغ بإمكانه أن يشغل منصباً حكومياً إلى أجل غير مسمى بينما يعمل في الشركة في ذات الوقت، طالما امتلك القدر الكافي من الأسهم.
وعادة ستكون هذه مؤشرات واضحة لاستعداد شخص ما بإطلاق حملة سياسية، وفقا لبرادلي تاسك، مستشار تنظيمي لشركات التكنولوجيا ومدير سابق لحملة مايكل بلومبرغ، الرئيس التنفيذي لمجموعة "بلومبرغ" وعمدة مدينة نيويورك السابق.
ورغم ذلك يعتقد تاسك أن ذلك لا ينطبق على زوكربيرغ لأن أغلب المناصب السياسية ستعتبر انخفاضاً لرتبة أو مكانة أقل بالنسبة له.
ويقول تاسك: "لديه الكثير من القوة والنفوذ، سواء عبر منصته أو ثروته، حتى أنه ليس هناك سوى عدد قليل من الوظائف التي يُمكن أن تستحق وقته." تشمل القائمة القصيرة من المناصب السياسية المغرية، وفقا لتاسك: زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ، رئيس مجلس النواب، وبطبيعة الحال، رئيس الولايات المتحدة.
سيبلغ زوكربيرغ 36 عاماً في سنة 2020، بالكاد عمر مناسب قانونياً للخدمة رئيساً للدولة. وبصرف النظر عن مسألة العمر يُثير تاسك أسئلة حول ما إذا كان الرئيس التنفيذي لإحدى أكبر الشركات التكنولوجية لديه "الطبع والشخصية" المناسبتين لإطلاق حملة انتخابية رئاسية ناجحة.
واتفق الآخرون ممن عمل بشكل وثيق مع زوكربيرغ حول أنه من غير المحتمل أن يضع زوكربيرغ نفسه في ذلك الموقف.
وعوضاً عن السعي وراء مناصب سياسية، يبدو أن زوكربيرغ يسير على خطى قدوته منذ الصغر، بيل غيتس، الذي يعتبر أحد أبرز العقول في مجال التكنولوجيا والشريك في تأسيس شركة "مايكروسوفت"، والذي سخّر ثروته للصالح العام خلال عمله مع "مايكروسوفت" بمختلف الأدوار.
ولم يستجب ممثلو "فيسبوك" لطلب الحصول على تعليق.