الجزائر (CNN)-- توقعت وثيقة صادرة عن سي أي إيه عام 1987 أن إطالة مدة الحرب في منطقة الصحراء الغربية سيقرّب المغرب والجزائر من أعمال قتال، وأن الجزائريين سيحاولون استخدام القوة لزعزعة استعصاء المغرب في حربه مع جبهة البوليساريو، لكن هذه القوة ستكون محدودة لأن الجزائر مدركة أن إنهاء الحرب لا يمكن أن يتم عبر الحل العسكري لوحده.
وجاء في وثيقة بعنوان "المغرب-الجزائر: العيش قرب الحافة"، نُشرت حديثا بموقع سي أي إيه (وكالة المخابرات الأمريكية)، أن هذا السيناريو الممكن الحدوث، سيبدأ من انتهاج الجزائر لسياسة حافة الهاوية مع البوليساريو، كما وقع عام 1984 عندما تربصت قوات جزائرية بدورية مغربية على الحدود في وقت كانت فيه الرباط تواجه مقاتلي البوبساريو، وسترفع هذه السياسة من خطر الاشتباك بشكل كبير، تقول الوثيقة.
وتوقعت الوكالة في ظل هذا السيناريو أن تقع مناوشات وهجمات بين الطرفين كما وقع عام 1963 في حرب الرمال و1976 عندما وقعت بينهما معركتين بالصحراء الغربية، بيدَ أن الطرفين لن يدخلا في حرب كبيرة، لأن لا أحد منهما سيجعل من استسلام الآخر هدفا له بثمن معقول، كما أن الاثنين يملكان نظرة استشرافية لخطر مثل هذه الحرب، ويعملان بحذر لتفادي هذا السيناريو.
وقدرت سي أي إيه أن هناك أمورًا أخرى تزيد من إمكانية الاشتباك، منها عدم استقرار موريتانيا، ممّا يجعل الجزائر والمغرب يحاولان السيطرة على المنطقة، وكذا وصول شخص آخر إلى قيادة المغرب أو الجزائر بدل الملك الحسن الثاني والرئيس الشاذلي بن جديد، بما أن هذا الحاكم الجديد سيزيد في سياسة حافة الهاوية أو سيعمل على تضخيم الخطر الخارجي للحفاظ على السلطة.
واعتبرت سي أي إيه أن تدخل الولايات المتحدة بشكل ودي في النزاع سيكون مغامرة، فالرباط ستطلب المزيد من الدعم العسكري، بينما ستطلب الجزائر حيادا صارما وإلا ستقطع علاقاتها مع واشنطن، ولفتت الوكالة أنه حتى إن لم يقع سيناريو زيادة التوتر، فالمغرب، وبالنظر إلى استمرار تسلح الجزائر، سيضاعف جهوده للحصول على دعم عسكري أمريكي أكبر.
كما أشارت الوكالة إلى الولاء الليبي بالمنطقة ودوره في ميزان القوى، فعندما كان الاتحاد المغربي-الليبي قائما، فالجزائر كانت تتخوّف من فتح جبهة قتال على الشرق تجعلها تسحب بعض قواتها من جبهة الغرب مع المغرب، والآن بعد انتهاء هذا الاتحاد، فالمغرب أضحى يتخوف من تحالف ليبي-جزائري لعزله في المنطقة.
جدير بالذكر أن الحرب بين المغرب وجبهة البوليساريو، بدأت عام 1975 عندما انسحب اسبانيا من الصحراء الغربية وفق اتفاقية مدريد، وانتهت عام 1991 بتدخل أممي، دون أن تنهي النزاع القائم بين الطرفين.