إسماعيل عزام، الرباط (CNN)— عوّضت فرحة العودة إلى الاتحاد الإفريقي بعد غياب دام قرابة 33 عامًا، خيبة الإقصاء من ربع نهائي كأس إفريقيا في المغرب، إذ احتفل الكثير من المغاربة بشكل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي، بنيل المغرب الأغلبية البسيطة من أصوات أعضاء الاتحاد، وإلقاء الملك محمد السادس، لأول مرة في تاريخ جلوسه على عرش المملكة، خطابا من داخل قمة للاتحاد الإفريقي.
وأقصي المنتخب المغربي ليلة الأحد أمام نظيره المصري في ربع النهائي لهدف للاشيء، بعد وصوله إلى هذا الدور للمرة الأولى منذ عام 2004، وكان الكثير من المغاربة ينتظرون الانتصار للاستمرار في قصة "العقدة"، كما كان عدد من المشجعين يستعدون لليلة من الاحتفال في شوارع الرباط كما عاينت CNN بالعربية، غير أن المباراة انتهت بخيبة أمل، جعلت المشاهدين يعودون مبكرًا إلى منازلهم.
لكن منذ منتصف ظهيرة أمس الاثنين، تحوّل الاهتمام إلى العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، حيث تجري القمة الـ28 لرؤساء حكومات ودول الاتحاد الإفريقي، وبدأ التشويق منذ انتخاب التشادي موسى فكي رئيسا لمفوضية الاتحاد، والرئيس الغيني ألفا كوندي رئيسا للاتحاد، قبل الاجتماع المغلق الذي تقرّر خلاله قبول عضوية المغرب.
ومباشرة بعد انتشار خبر قبول المغرب، عمّ الاحتفال في الشبكات الاجتماعية، كما خصّصت القنوات المغربية برامج مطولة للحديث عن الحدث، وتحوّل الموضوع من نقاش أداء المنتخب في الكأس، إلى نقاش أبعاد انضمام المغرب إلى الاتحاد من جديد، خاصة على ضوء النزاع الذي يجمعه بجبهة البوليساريو.
وزاد خطاب العاهل المغربي صباح اليوم الثلاثاء من قوة الاهتمام بالحدث، واهتم المحللون ونشطاء مواقع التواصل الاجتماعي والصحافة المحلية بمضامين الخطاب وبالرسائل التي حملها، كما خصصت وكالة الأنباء المحلية تغطية خاصة، إذ وضعت ردود الأفعال على خطاب الملك في كل أرقام شريطها الإخباري على الموقع، وزاد من حجم الاحتفاء صورة التقطت للملك خلال القمة، قيل إنها توثق لدمعة على وجهه، إلّا أن التدقيق في الصورة ومقارنتها بصورة أخرى من عين المكان يبيّن أن الأمر يتعلّق بانعكاس وميض التصوير على وجه الملك.
ويقول أنس عياش، صحفي، إنه رغم تعقيد موضوع قبول المغرب في الاتحاد الإفريقي، وكون الحدث سياسيا بامتياز ويدخل في سياق العلاقات الدولية، إلّا أنه استأثر باهتمام جمهور وسائل التواصل الاجتماعي بشكل واسع، متحدثًا لـCNN بالعربية عن أن الحدث أتى كنوع من التعويض على مغادرة المنتخب لكأس أفريقيا، إذ تحوّل نجاح الدبلوماسية المغربية إلى ما يشبه الفوز في مباراة ضد دول تعارض عودة المغرب إلى الاتحاد اﻹفريقي.
ويؤكد منير بنصالح، مدون، لـCNN بالعربية، أن مغاربة الانترنت انتقلوا بسرعة من الحدث الأول إلى الثاني، فبالنسبة للمنتخب، لم يكن المغاربة ينتظرون الكثير غير العبور للدور الثاني، فبالتالي و رغم الهزيمة أمام مصر، كان النقاش كرويا و لم يكن مسيسا كما كان عليه الأمر في مباريات الجزائر و مصر قبل سنوات.
أما بخصوص الاتحاد الإفريقي، فالمغاربة تابعوا منذ مدة هذا النزال السياسي بشوق منذ الاعلان عن طلب المغرب للانضمام، يقول بنصالح، مشيرًا إلى أن المغاربة كانوا ينتظرون نصرا سياسيا يقوي حبهم الوطني و انغراسهم في عمق القارة، وأن هذا الانتصار السياسي أنسى الكثيرين مباراة رياضية، على أهميتها، و التي أعطيت حجمها الحقيقي : مباراة رياضية لا غير.
إلّا أن إسماعيل الأداريسي، صحفي، يقول لـCNN بالعربية إن العودة إلى الاتحاد لم تغطي بشكل كبير على الإقصاء، بما أن غالبية الشباب المغربي المولع بكرة القدم لا يهتم كثيرا للسياسة. أما عدم اهتمام شريحة واسعة من نشطاء المواقع الاجتماعية بإقصاء المنتخب، فيعود أساسا، حسب المتحدث، إلى غياب توقعات بوصول المغرب إلى الدور الثاني من الكأس، زيادة على كون الإقصاء صار مألوفا من المنتخب، مشيرًا إلى أن ما يحظى بالتفاعل في المواقع الاجتماعية بالمغرب، يكون غالبا مرتبطا بالقضايا الاجتماعية.