إسماعيل عزام، الرباط (CNN)-- يشهد الفضاء الرقمي في المغرب تضامنا واسعا مع مهندس معتقل بتهمة الارتشاء، هو خالد الجكاني الذي يعمل في وكالة الحوض المائي بمدينة كلميم، وتتحدث أسرته وأصدقاؤه وعدد كبير ممّن يعرفونه عن أن التهمة ملفقة وسببها صرامته في العمل ورفضه الاستسلام أمام لوبيات تستفيد من خيرات المنطقة.
وبدأت أمس الاثنين أولى فصول محاكمة الشاب، ورفض القاضي بالمحكمة الابتدائية بكلميم تمتيعه بالسراح المؤقت، بينما تأجل النطق بالحكم إلى موعد لاحق. ويُتهم الجكاني بتلقي 15 ألف درهم (1500 دولار) من أحد الأشخاص الذي بلّغ عنه، وقبضت عليه عناصر الأمن في "وضعية تلبس".
ويتداول المدافعون عن الجكاني أن الشخص الذي بلغ عنه رمى ظرفا ماليا في مكتب عمل الجكاني، وخلال محاولة هذا الأخير دفع الشخص إلى التقاط ما رماه، دخلت عناصر الشرطة وقامت باعتقاله. وقد تداول المدافعون عن خالد هاشتاغ "كلنا_خالد_الجكاني" و"خالد_أسد_على_الفساد".
وعمل خالد الجكاني قبل اعتقاله مديرا بالنيابة لوكالة الحوض المائي لسوس ماسة بمدينة كلميم، وهو مهندس باحث في سلك الدكتوراه بمعهد الحسن الثاني للزراعة والبيطرة، ونشر عددا من المقالات العلمية، وقام بتأطير عدد من المهندسين الشباب.
هذا ودعا المكتب التنفيذي لحركة المهندسين إلى مساندة خالد الجكاني "المشهود له بالنزاهة والكفاءة"، مطالبًا بتوفير شروط المحاكمة العادلة له وتمكينه من حق الدفاع عن نفسه، وتساءل المكتب عن تزامن متابعة المهندس مع مشروع للوكالة حول مراجعة السومة الكرائية للمقالع، وهو مشروع سيدر مداخيل إضافية للتنمية.
ونشرت أسرة الجكاني رسالة موجهة إلى الرأي العام، جاء فيه أن قضية ابنها "ليست صراعا قبليا أو انحيازا اثنيا، وأن لوبي الفساد يحاول التشويش على حجم التعاطف الوطني المتزايد"، متابعة أن "لوبي الفساد من بعض أرباب المقالع ضاقوا ذرعا بعمله المسؤول داخل إدارته، ومن حجم العقوبات والتنبيهات التي لحقتهم بسبب مراقبته الصارمة لمقالع المنطقة"، لافتة إلى أن مهندسا سابقا بالوكالة هاجر إلى كندا بسبب ضغوطات هذا اللوبي.
وأعرب الحسين الجكاني، شقيق المهندس المعتقل، في اتصال هاتفي مع CNN بالعربية عن تفاجئه السار بكم التضامن مع شقيقه: "كنت أتوقع وجود تعاطف مع خالد في كلميم نظرًا للسمعة الحسنة لعائلتنا في المنطقة، لكن لم أكن أتخيل حجم التضامن مع عدة هيئات مستقلة ومجموعات على فيسبوك"، يقول الحسين، مرجعا هذا التضامن إلى "أن ما وقع لخالد يمكن أن يقع لأي شريف في المغرب"، مؤكدًا أن الأسرة مصرة على براءة ابنها ممّا نسب لها وأنها تقف إلى جانبه.