کاملیا انتخابی فرد تكتب لـCNN: عودة أمراء الحرب إلى أفغانستان

العالم
نشر
5 دقائق قراءة
تقرير کاملیا انتخابی فرد
کاملیا انتخابی فرد تكتب لـCNN: عودة أمراء الحرب إلى أفغانستان
Credit: STR/AFP/Getty Images)

هذا المقال بقلم کاملیا انتخابی فرد، والآراء الواردة أدناه تعبر عن رأي الكاتبة، ولا تعكس بالضرورة وجهة نظر شبكة CNN.

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- وقع الرئيس الأفغاني محمد أشرف غني في سبتمبر الماضي معاهدة سلام مع زعيم الحرب الأفغاني المعروف قلب الدين حكمتيار على امل أن يؤدي ذلك إلى تسريع عملية السلام مع حركة طالبان.

ويعتبر قلب الدين حكمتيار واحداً من أكثر الأشخاص المطلوبين لأمريكا، وقد وضعت السلطات الأمريكية 25 مليون دولار مكافأة على رأسه حياً أو ميتا. ولكن في الرابع من شهر فبراير، تم إسقاط جميع التهم الموجهة حكمتيار من قبل مجلس الامن الدولي، وأصبح الآن حراً وبإمكانه العودة الى أفغانستان في أي وقت يشاء، وربما يقوم مؤيدوه بتنظيم استقبال للترحيب به كبطل قومي، لكن هذا لا ينطبق بالتأكيد على معظم الأفغان.

كان حكمتيار أحد قادة المجاهدين الذين قاتلوا الروس بضراوة، ثم انقلب فيما بعد على رفاقه في الجهاد في محاولة للاستيلاء على الحكم في أفغانستان.

اشتهر حكمتيار بقصفه للعاصمة الأفغانية كابول في منتصف الثمانينيات من القرن العشرين في محاولة لهزيمة فصائل المجاهدين الأخرى للاستيلاء على السلطة، للسيطرة ويقول الأفغان أنه هو المسؤول الأول عن تدمير كابول في الحرب الأهلية.

ثم عقد حكمتيار بعد ذلك اتفاقية السلام مع منافسيه وأصبح رئيسا للوزراء في عهد الرئيس الراحل برهان الدين رباني، قبل أن تسقط كابول في يد حركة طالبان، حيث هرب حكمتيار الى إيران.

وعندما أطاح الاميركيون بحركة طالبان وتعاون الإيرانيون مع المجتمع الدولي في عملية السلام الأفغانية، طلب الإيرانيون من حكمتيار مغادرة بلادهم.

غادر حكمتيار إيران متوجهاً إلى باكستان حيث استطاع أن يحصل على ملاذ آمن هناك. بعد فترة من الوقت، بدأت طالبان تشن حرباً ضد حكومة الرئيس حامد كرزاي. ثم بدأت تحارب الأمريكيين أيضاً الذين قالت عنهم الحركة أنهم قوات احتلال.

لا يمكن مطلقاً نسيان الهجمات الدموية التي خطط لها ونظمها حكمتيار ونفذتها ميليشياته التابعة لـ"الحزب الإسلامي" ضد المدنيين الافغان.

لقد تمت تبرئة الرجل الذي كان اسمه على رأس القائمة الأمريكية للمطلوبين من جميع الجرائم الموجهة إليه، حيث طلبت الحكومة الأفغانية الحالية طلبت من مجلس الامن اسقاط جميع التهم الموجهة اليه من اجل مواصلة محادثة السلام وتشجيع الحوار الافغاني - الأفغاني بين الفصائل المسلحة..

لم يكن المواطن الافغاني هو الوحيد الذي تفاجأ لدى سماع معاهدة السلام الموقعة بين أشرف غني وحكمتيار، بل ان المجتمع الدولي أيضا حاول ان يجد مبررا لمثل هذا العفو الذي تم منحه لمجرم حرب.

لا يملك حكمتيار البالغ من العمر 70 عاما نفس النفوذ والدعم الذي كان يتلقاه من باكستان وطالبان في بدايات عام 2001. وربما لا يستطيع ان يلعب دورا فعالا في محادثات السلام مثل الرئيس أشرف غني، ولكنه يستطيع ان يلعب دورا في السياسة الداخلية، وربما كان هذا هو الهدف من وراء توقيع معاهدة السلام معه.

إن العالم مشغول الان بأخبار الولايات المتحدة وتوتر العلاقات بينها وبين إيران، وكذلك توتر العلاقات بين إيران وجيرانها العرب أيضاً، ولذلك فإن أفغانستان أصبحت منسية مرة أخرى ولا أحد يتحدث عنها.

إن الرئيس أشرف غني، الذي لم يكن في فترة من الفترات معروفاً كثيراً حتى بين أبناء شعبه، طلب من وسائل الاعلام ان يسقطوا الجزء الأخير من اسمه (أحمد زاي) الذي يربطه مع قبيلته المعروفة، قبيلة البشتون.

غني وحكمتيار ينتميان إلى نفس الفرع من قبيلة البشتون الذي كان دائما على خلاف مع فرع آخر من البشتون، يطلق عليه الدوراني. الرئيس الأفغاني السابق حامد كرزاي والملك الأفغاني الراحل محمد ظاهر شاه كلاهما ينتميان إلى الدوراني.

وجود حكمتيار في كابول يزيد من دعم احمد زاي من فروع غلجايي التي ينتمي إليها حكمتيار. كما أنه يقلل من احتمال ترشيح كرزاي نفسه مرة أخرى في الانتخابات الرئاسية المقبلة ويضعف نفوذ بعض كبار قادة المجاهدين الذين يحتلون مناصب بارزة حاليا.

لم يتغير أي شيء في أفغانستان من الناحية الأمنية بشكل إيجابي منذ توقيع حكمتيار لمعاهدة السلام مع أشرف غني، بعكس ما يدعي أو ربما يأمل الرئيس الأفغاني.

شعب أفغانستان يتذكرون همجية هذا الرجل جيداً وهم يخافون كثيراً من عودته لأنها تشكل عودة أمراء الحرب.