الجزائر (CNN)— بسبب تصريحاته التي جرّم فيها الاستعمار الفرنسي للجزائر، وجد المرّشح للانتخابات الرئاسية الفرنسية، إيمانويل ماكرون، نفسه عرضة لهجوم كبير من لدن عدة مسؤولين فرنسيين، وصلت حد اتهامه بالإساءة لبلاده.
وقال ماكرون خلال حلوله ضيفا على قناة الشروق الجزائرية، خلال زيارة يجريها بداية هذا الأسبوع للبلاد: " الاستعمار يشكّل جزءًا من التاريخ الفرنسي. إنه جريمة، جريمة ضد الإنسانية، لقد كان بربرية حقيقية"، مردفا أنه يجب على الفرنسيين تقديم اعتذار لمن تضرروا من هذا الاستعمار.
ووصف دافيد راشلين، مدير حملة مارين لوبين، رئيسة الحزب اليميني الجبهة الوطنية، تصريحات ماكرون بـ"غير المقبولة"، وبـ"الشتيمة في حق فرنسا"، متحدثًا عن أن ما قاله ماكرون أمر غير مسؤول لأنه ينعش خلافات قديمة لا ضرورة لإعادة إنعاشها من جديد".
كما كتب فرانسوا فيلون، مرشح الحزب الجمهوري، على حسابه بتويتر أن تصريحات ماكرون تمثل " مقتا للتاريخ الفرنسي"، وإن "هذه التوبة المستمرة تضرّ بسمعة مرشح لرئاسة الجمهورية"، بينما كتب رئيس الحزب المسيحي-الديمقراطي، جون فريديرك بواسون، أن أقوال ماكرون "إساءة لفرنسا"، وإنها "تعبر عمن هو غير مؤهل لتسيير البلاد".
وينتمي ماكرون حزب إلى الأمام، وسبق له أن شغل منصب وزير الاقتصاد في حكومة مانويل فالس، وشكّلت تصريحاته مفاجأة كبيرة في بلد يتحاشى فيه الكثير من السياسيين انتقاد الفترة الاستعمارية، بل إن عددا منهم يرون أن الاستعمار الفرنسي ساهم في نقل الحضارة إلى الدول المستعمرة، منهم الرئيس الفرنسي الأسبق، نيكولا ساركوزي.
وتطالب الجزائر فرنسا بالاعتذار عن فترتها الاستعمارية بالبلاد، إذ وصلت إلى 132 عاما، وعرفت مئات آلاف الضحايا الذين تعدهم الجزائر بـ"مليون ونصف مليون شهيد"، كما عرفت علاقة الطرفين بعد الاستقلال الكثير من المد والزجر بسبب هذا الملف.