إسماعيل عزام، الرباط (CNN)— توفي محمد بوستة، أحد الزعماء التاريخيين لحزب الاستقلال المغربي، والأمين العام الأسبق للحزب من عام 1972 إلى عام 1998، في وقت متأخر من ليلة أمس الجمعة 17 فبراير/شباط، عن عمر ناهز 92 سنة، وفق ما أكده بلاغ صادر عن الحزب.
ويعدّ محمد بوستة، أحد أشهر رجالات السياسة بالمغرب خلال فترة الملك الحسن الثاني. ولد عام 1925 بمراكش، درس في جامعة السوربون وعمل في المحاماة، قبل أن ينتخب نقيبا للمحامين بالمغرب، كما شغر عدة مناصب في الدولة منها وزير الوظيفة العمومية ووزير الخارجية، وعيّن في عهد الملك محمد السادس رئيسا للجنة ملكية خاصة بإصلاح مدونة الأسرة.
وفيما يلي بعض من أبرز مواقف الراحل:
الصراع مع إدريس البصري: اشتهر بوستة بمعارضته لوزير الداخلية الأسبق إدريس البصري الذي كان يتوفر على نفوذ واسع، ورفض بوستة المشاركة في حكومة للتناوب كانت مقررة عام 1993 بسبب وجود البصري فيها، خاصة وأن بوستة اتهم البصري بتزوير الانتخابات، فكانت نتيجة هذا الرفض إعلان الديوان الملكي فشل مشروع الحكومة.
تكوين الكتلة الديمقراطية: قاد محمد بوستة مشاورات مع حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، وحزب التقدم والاشتراكية، وحزب منظمة العمل الديمقراطي الشعبي، تمخض عنها تشكيل الكتلة الديمقراطية التي اشتهرت بمواجهة أحزاب توصف بالإدارية، وقد شاركت ثلاثة أحزاب من الكتلة في حكومة التناوب لعام 1998.
إنهاء الانشقاق داخل حزب الاستقلال: من آخر ما قام به الراحل هو إنهاؤه للصراع داخل الحزب بين قيادته وتيار "لا هوادة"، فبعدما كان هذا التيار ينتقد بشكل كبير قيادة الحزب منذ انتخاب حميد شباط أمينا عاما، وينظم ندوات يطلق فيها تصريحات نارية ضد شباط، استطاع بوستة إقناع الطرفين بالمصالحة والعمل على المستقبل.
قيادة مفاوضات سرية مع الجزائر: قاد محمد بوستة، خلال توليه حقيبة وزارة الخارجية بدءًا من عام 1977، مفاوضات مع نظيره الجزائري أحمد طالب الإبراهيمي لأجل إيجاد حل لنزاع الصحراء، وكان لافتا أن البلدين قررا تمكين السياسيين من قيادة المفاوضات بدل العسكريين، وساهمت جهود بوستة، ووساطة الملك السعودي فهد بن عبد العزيز، في تنظيم قمة بين الجزائر والمغرب في قرية العقيد لطفي على حدود البلدين.
الدعوة إلى استكمال تحرير التراب المغربي: طالب بوستة أكثر من مرة بضرورة تحرير المغرب لمدينتي سبتة ومليلية والجزر الجعفرية الموجودة تحت النفوذ الاسباني.