ترامب يفاجئ الكونغرس ويجدد نفسه بخطاب تصالحي: أترأس أمريكا وليس العالم

العالم
نشر
3 دقائق قراءة
ترامب يفاجئ الكونغرس ويجدد نفسه بخطاب تصالحي: أترأس أمريكا وليس العالم
Credit: afp/getty images

واشنطن، الولايات المتحدة الأمريكية (CNN) -- بلهجة تصالحية غير مسبوقة منذ بداية حملته الانتخابية قبل أكثر من سنة، أدلى الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، بخطابه الأول أمام الكونغرس الثلاثاء، ليظهر بمظهر رجل الدولة الذي يدلي بتصريحات تحض على الوحدة الوطنية وتوحيد الصفوف واستنباط العبر السياسية بتحول واضح مقارنة بمسار الأمور خلال الأسابيع الخمسة الأولى له بالبيت الأبيض.

وتوجه ترامب إلى أعضاء الكونغرس بالقول إن الولايات المتحدة "ستعمل بدفع من الطموح ولن تكون مقيدة بالخوف وبلحظات الفشل الماضية" داعيا المواطنين الأمريكيين إلى "تقبّل تجديد روح أمريكا" مضيفا: "أطالب جميع أعضاء الكونغرس بمشاركتي في الحلم الكبير والجريء.. أطالب الجميع باستغلال الفرصة والإيمان بأنفسهم وبالمستقبل، والأهم.. بأمريكا."

وقد بدأ ترامب خطابه بإدانة خطاب الكراهية، منددا بالتهديدات المتصاعدة ضد المراكز اليهودية في البلاد وعمليات التخريب التي تعرضت لها مقابر يهودية، إلى جانب مقتل اثنين من الهنود في كنساس. وأكد أحد كبار المسؤولين في البيت الأبيض لـCNN أن ترامب كتب الخطاب بنفسه وقد شاركه جميع أعضاء فريقه الرئاسي بتقديم النصائح والتوصيات.

ورأى عدد كبير من السياسيين الأمريكيين أن ترامب تمكن من إضفاء طابع جديد على شخصيته السياسية من خلال هذا الخطاب، وقال رئيس الأغلبية الديمقراطية في مجلس الشيوخ، ميتش ماكونيل، إن ترامب "تحول بالفعل إلى رئيس" متوقعا أن يؤدي ذلك لرفع نسب قبوله بين الجمهور، بينما قالت النائبة الديمقراطية، هايدي هيتكامب، إن الخطاب كان "جيدا جدا" ويحتوي على أهداف جميلة، ولكنها نبهت إلى أن العبرة ستكون "في التنفيذ."

ورغم الطابع الإيجابي للخطاب، إلا أن ترامب لم يتراجع عن الكثير من أطروحاته المثيرة للجدل، فقد كرر استخدام مصطلح الحرب على "الإرهاب الإسلامي المتطرف" رغم رفض مستشاره للأمن قومي، الجنرال ماكماستر، له، كما تعهد بالعمل سريعا على بدء بناء السور الحدودي بين المكسيك والولايات المتحدة.

وحاول ترامب خلال الخطاب الدفاع عن مسيرته السياسية حتى اللحظة، فقال إن انتخابه دفع شركات كبرى مثل "فورد" و"سبرنت" و"سوفت بنك" للاستثمار بشكل كبير في أمريكا عبر ضح مليارات الدولارات، كما ذكر أن الأسهم في البورصات الأمريكية رفعت قيمتها بقرابة ثلاثة ترليونات دولار.

ورغم تأكيد ترامب على أن سياسته الخارجية ستقوم على أساس مبدأ "أمريكا أولا" إلا أنه شدد على دعمه لحلف الناتو، وإن كان قد طالب سائر أعضاء الحلف بدفع التزاماتها المالية قائلا: "أنا لست رئيس العالم. أنا رئيس أمريكا. ولكننا نعرف أن أمريكا تكون بوضع أفضل كلما تراجعت الحروب والصراعات في العالم."