إسماعيل عزام، الرباط (CNN)— بيّنت أرقام صادرة عن المجلس الأعلى للتربية والتكوين بالمغرب (مؤسسة استشارية رسمية) أن التلاميذ العلميين في الجذع المشترك (السنة الأولى من التعليم الثانوي التأهيلي) أفضل من نظرائهم الأدبيين في التعبير الكتابي للغة العربية، بنسبة 9 بالمئة للعلميين مقابل 4 بالمئة للأدبيين، وأفضل نسبيا في تعلّم الفرنسية.
وأوضحت الأرقام، التي جرى الكشف عنه بداية هذا الأسبوع، ضعفا كبيرا في المكتسبات للدارسين بـ"الآداب والعلوم الإنسانية"، إذ لم يكتسبوا الكفايات المطلوبة في اللغتين العربية والفرنسية في حدها الأدنى، خاصة بالفرنسية التي لم يتجاوز معدل اكتساب كفاياتاها 23 بالمئة، كما يبقى الأدبيون في القرى أفضل نسبيا باستثناء اللغة الفرنسية، ويظهر أن الميزة الوحيدة للقطاع الخاص بالنسبة للأدبيين هي الفرق البسيط في الفرنسية.
وهمت هذه الدراسة 34109 تلميذا بالتعليم الخصوصي والعمومي، وتأتي في إطار "البرنامج الوطني لتقييم مكتسبات تلامذة الجذع المشترك"، وبرّر المجلس اختيار هذا الصف لكونه حاسم في المسار الدراسي، ولعدم خضوع تلامذته لأي اختبار جهوي أو وطني.
ويعاني العلميون كذلك في تعلّم الفرنسية إذ لم تتجاوز نسبة اكتساب الكفايات 33 بالمئة، والأمر ذاته بخصوص مادة الرياضيات، فـ84 منهم حققوا نتائج أقل من المعدل، وعكس الأدبيين، يعدّ الدارسون بالوسط الحضري أفضل في النتائج من الدارسين بالوسط القروي، كما أن نسب التحصيل بالقطاع الخاص أفضل من القطاع العام.
وتُظهر الأرقام أن العلميين أفضل عموما في اكتساب العربية من الأدبيين، رغم أن الشعب الأدبية تعتمد بشكل كبير على اللغتين العربية والفرنسية، كما تُبين أن الجذع المشترك التكنولوجي أفضل من نظيريه العلمي والأدبي في العربية والفرنسية والرياضيات والفيزياء والكيمياء.
وحسب الأرقام، فـ98 بالمئة من المستجوبين ينتمون لأسر فقيرة، و88 بالمئة من أمهاتهم لا يعملن و52 بالمئة منهن لم يدرسن، كما أن 66 بالمئة من هؤلاء التلاميذ يتحدثون الدارجة المغربية بمنازلهم، و10 بالمئة اللغة الأمازيغية، و11 بالمئة الاثنين معا، كما يرتبط خمس التلاميذ بالانترنت في منازلهم، و93 بالمئة يستخدمونه للبحث، و82 بالمئة منهم يستخدمون الشبكات الاجتماعية، و24 بالمئة اعترفوا بولوج المواقع الإباحية.
كما يتبين أن ثلاثة أرباع تلاميذ هذا الصف الدراسي يتجاوزون السن القانوني المناسب لهذا المستوى، أي 15 عاما، و38 بالمئة منهم كرّروا الصف على الأقل مرة واحدة فيما سبق، كما درست منهم نسبة 19 بالمئة سابقا بمدارس خصوصية، وربعهم فقط من استفادوا من خدمات التوجيه المدرسي، وخلصت الدراسة إلى أن أغلب المؤسسات الثانوية تفتقد إلى الموارد المادية وخصوصا الموارد البشرية.