ليبيا (CNN)— تشهد منطقة الهلال النفطي في ليبيا اشتباكات كبيرة بين سرايا الدفاع عن بنغازي، وهو تكتل لمجموعات إسلامية مسلحة، والجيش الليبي الذي يقوده خليفة حفتر، وتتضارب الأنباء حول حقيقة الوضع بالمنطقة بعد إعلان كل طرف انتصاره.
وخلفت الحصيلة عدة قتلى بين الطرفين، وأعلن جيش حفتر على صفحته الرسمية بفيسبوك أن القتلى بين صفوفه وصلت إلى خمسة، زيادة على 12 جريحا، فيما تصل الخسائر البشرية لقوات السرايا إلى أزيد من عشرة وفق مصادر متفرّقة.
وأعلنت سرايا الدفاع عن بنغازي، فيما نشرته وكالة بشرى الناطقة باسمها، أنها سيطرت على مطار راس لانوف، زيادة على تقدمها في السدرة وبن جواد والنوفلية، ونشرت شريط فيديو لدخول مقاتلين لها إلى مطار راس لانوف بعد "انسحاب" قوات خليفة حفتر، كما أشار الشريط إلى حصول مقاتلي السرايا على طائرة كانت مخصصة لقوات حفتر.
وتقول السرايا إن العملية لا تهدف إلى السيطرة على منطقة الهلال النفطي، بل لإرجاع أهالي بنغازي المهجرين إلى مدينتهم و"رفع الظلم عن المظلومين"، متحدثة عن أنها تعاملت مع من أعاقوا تقدم قواتها نحو بنغازي، كما طالبت بأن تستلم الدولة منطقة الهلال النفطي، وبحياد المؤسسة الوطنية للنفط والمجلس الرئاسي لحكومة الوفاق.
في الجانب الآخر، أعلنت القوات المسلحة الليبية عن استعادة سيطرتها على مطار راس لانوف وفرار المسلّحين منه، وقال الناطق باسم قيادة الجيش، العقيد أحمد المسماري، إن الجيش الليبي وصل مطار راس لانوف، وإن سلاح الجو الليبي قام بضربات جوية دمرت 40 بالمئة من آليات قوات السرايا.
وتابع المسماري في مؤتمر صحفي مساء اليوم الجمعة أن قوات الجيش تعمل على سحق "الشرذمة" التي هاجمت الهلال النفطي وأن غارات الجيش ستستمر طوال الليل حتى الاستعادة الكاملة للمنطقة، متهما السرايا بالاستعانة بقوات تشادية متحالفة مع تنظيم القاعدة.
في الجانب الآخر، نفى المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني، المدعومة من الأمم المتحدة، أن تكون له مسؤولية حول ما يجري بمنطقة الهلال النفطي، متحدثا عن أنه لم يصدر أيّ تعليمات أو أوامر لأيّ قوة بالتحرك نحو المنطقة.
وأدان المجلس في بيان له هذا التصعيد الذي "يتزامن بطريقة مشبوهة مع ما يبذله من جهود مكثفة على مستويات داخلية وإقليمية ودولية لتحقيق المصالحة الوطنية وتوحيد الصف لتجتاز بلادنا ماتمر به من محنة"، مجددا التأكيد على أن "النفط هو ثروة الليبيين جميعا، وهو مصدر زرقهم الوحيد، ولا بد من أن يخرج من دائرة الصراع بمختلف مسمياته وأشكاله، وأن لا تكون مناطقه ساحة له".