الرباط (CNN)— انتقلت جبهة البوليساريو من صفة عضو ملاحظ إلى صفة عضو استشاري داخل منظمة الأممية الاشتراكية، التي عقدت مؤتمرها الـ25 بمدينة قرطاجنة الكولومبية منتصف الأسبوع الماضي، وهو الأمر الذي خلق نقاشا في المغرب، بما أن حزب الاتحاد الاشتراكي، أحد أهم الأحزاب الاشتراكية المغربية، عضو في هذه المنظمة، وكان من الحاضرين في المؤتمر الأخير.
وأعلنت الجبهة على لسان ممثلها في بريطانيا، محمد ليمام محمد عالي، حصولها على هذه العضوية الاستشارية، إثر حضورها في المؤتمر بوفد يرأسه محمد سالم السالك، الذي يشغر ما تعتبره البوليساريو وزارة خارجية "جمهوريتها"، متحدثة عن أن مندوب الاتحاد الاشتراكي "فشل" في منع حصول الجبهة على وضعها الجديد، وأن مجلس الجمعية رفض طلب الحزب المغربي لأنه "غير متماسك".
وقال محمد عالي، فيما نقلته وكالة الأنباء الخاصة بالبوليساريو: "على الرغم من محاولات المغرب وضع العراقيل أمام هذا الوضع الجديد، فإن خمسة أعضاء من بين ثمانية من اللجنة الاشتراكية الدولية (لجنة الأخلاق الاشتراكية الدولية) منحت مركز العضو الاستشاري لجبهة البوليساريو في هذه الجمعية".
غير أن حزب الاتحاد الاشتراكي، قال في تصريح رسمي، إن منظمة الأممية الاشتراكية، رفضت الاستجابة لطلب البوليساريو بمنحها صفة العضو الكامل في المنظمة، واكتفت بوضعها كعضو استشاري، وهو وضع لا يمنح الجبهة حق التصويت وفق قوانين المنظمة، ولا يختلف عن وضع العضو الملاحظ إلّا في تفصيل شكلي يخصّ تناول الكلمة، وفق تصريح الحزب.
وتابع الحزب أن كاتبه الأول، إدريس لشكر، ورغم تعذر تنقله إلى كولومبيا بسبب التزامات سياسية، فقد بذل جهودا تخصّ "قضية الوحدة الترابية المغربية"، عبر اتصاله بعدد من القيادات السياسية الحاضرة في المؤتمر، لافتًا كذلك إلى إعادة انتخاب وفاء حجي، عضو الحزب، رئيسة للأممية الاشتراكية للنساء، ممّا يجعلها نائبة لرئيس المنظمة، ويضمن استمرار وجود الحزب المغربي في مجلس رئاسة هذه المنظمة.
وتعدّ الأممية الاشتراكية واحدة من منظمتين اثنتين عبر العالم، تجمعان الأحزاب الاشتراكية واليسارية، وقد حضر في قرطاجنة الكولومبية 350 وفدا يمثل أزيد من 150 حزبا عبر العالم، وقد شهد المؤتمر إعادة انتخاب رئيس الوزراء اليوناني السابق، جورج باباندريو، رئيسا للمنظمة، ويشغر هذا المنصب منذ عام 2006.