لندن، بريطانيا (CNN) -- قال دومينيك طوماس، الباحث في جامعة لوس أنجلوس في كاليفورنيا، قسم الدراسات الفرنسية، ردا على سؤال حول ما طرحته تركيا حيال الأزمة مع هولندا وقولها إن الأمر يتعلق بكراهية الأجانب والإسلام: "بالطبع سيؤثر ذلك في الانتخابات الهولندية الأربعاء وكذلك عندما يتعلق الأمر بالانتخابات التي ستجري في تركيا، حيث يواجه الرئيس رجب طيب أردوغان استفتاء مصيريا على الدستور يهدف إلى تعزيز سلطته في وقت تتراجع فيه قيم ومبادئ الديمقراطية في تركيا منذ الانقلاب."
وتابع طوماس بالقول، في لقاء مع CNN: "هناك بالتأكيد في هولندا تركيز زائد على موضوع الإسلام في البلاد والشرائح الإسلامية التي تقطنها ومدى بالتزامها بالديمقراطية، وهناك في هولندا يمين متشدد يمثله غيرت ويلدرز شبيه بالمرشحة الفرنسية ماريان لوبان التي يبدو أنها هي من يرسم خطوط الانتخابات الرئاسية في فرنسا إذ أن مواقف المرشحين الآخرين هي عبارة عن ردود عليها حول قضايا الإسلام والهوية الوطنية وما شابه، ولذلك سيكون من الطبيعي أن تؤثر هذه القضايا على الانتخابات."
ولفت الباحث السياسي إلى أن هذا النوع من الخلافات يُحل عادة بهدوء، ولكنه لم يستبعد أن تتصاعد الأمور بناء على نتائج الانتخابات الأربعاء، فالقضية لم تعد مجرد خلاف مع هولندا بل هو خلاف مع الاتحاد الأوروبي، على حد تعبيره.
وأردف المحلل السياسي قائلا: "ملف الوضع التركي مطروح أمام أوروبا منذ فترة وخاصة مع تفجّر أزمة اللاجئين وقبول تركيا لاحقا لاتفاق حولها إلى درع حماية لأوروبا من موجات اللجوء التي أثارت الكثير من الجدل في أوروبا حول الإرهاب والإسلام والهجرة، وكلها قضايا لن تزول عن الساحة قريبا."
ولكن طوماس لفت إلى تباين في المواقف الأوروبية إذ قال: "الأمر اللافت للنظر هو أن فرنسا سمحت لوزير الخارجية التركي بالتحدث أمام الأتراك على أراضيها في تجمع حصل شرق فرنسا قبل أيام، وهذا يوضح أن الموقف الأوروبي ليس موحدا باستثناء إدانة استخدام تركيا لأوصاف مثل النازية والفاشية."