إسماعيل عزام، الرباط (CNN)— أعلن حزب العدالة والتنمية أنه سيشرع في مشاورات جديدة لتشكيل الحكومة مع جميع الأحزاب السياسية الممثلة في البرلمان، بما يشمل حتى حزب الأصالة والمعاصرة، الحزب الذي حاز على المركز الثاني وصرّح الأمين العام لـ"العدالة والتنمية"، عبد الإله ابن كيران، في السابق أن التحالف معه خط أحمر.
وقال سعد الدين العثماني، رئيس الحكومة الجديد، ورئيس برلمان حزب العدالة والتنمية، في تصريح لموقع حزبه، أن الأمانة العامة لهذا الأخير قرّرت بعد اجتماع نظمته صباح هذا اليوم، بدء المشاورات لتشكيل الحكومة، و"عقد لقاءات مع جميع الأحزاب السياسية الممثلة في البرلمان تباعا، حسب نتائج الانتخابات التشريعية الأخيرة".
وبناء على الموقف السابق لحزب العدالة والتنمية وكذا حزب الأصالة والمعاصرة الذي رفض هو الآخر المشاركة في حكومة يقودها حزب المصباح، لم يجمع أيّ لقاء رسمي بين ابن كيران، رئيس الحكومة السابق، وإلياس العماري، الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة، طوال الأشهر الخمسة الماضية، إلّا أن هذا الأمر سيتغيّر مع قيادة العثماني للمشاورات بعد تعيينه من لدن الملك رئيس حكومة خلفا لابن كيران الذي جرى إعفاؤه.
وأكد مصدر من داخل الأمانة العام لحزب العدالة والتنمية، أن المشاورات ستشمل كذلك حزب الأصالة والمعاصرة، إذ من المنتظر أن يطلب سعد الدين العثماني لقاء إلياس العماري، لأجل التشاور، مضيفًا أن المرحلة الأولى من المشاورات ستخصص لاستطلاع آراء الأمناء العامين للأحزاب الممثلة في البرلمان، قبل بدء المرحلة الثانية التي ستخص الاتفاق على تشكيل الحكومة.
وحول إعلان ابن كيران سابقا أن التحالف مع حزب الجرار خط أحمر، أشار المصدر في تصريحات لـCNN بالعربية إلى أن تصريح ابن كيران جاء في سياق انتخابات السابع من أكتوبر التي مرت عليها الآن حوالي ستة أشهر، لافتًا إلى أن مشاركة حزب الأصالة والمعاصرة في الحكومة متوقفة أولا على قرار رسمي من هياكل هذا الحزب، ثم على قرار نهائي من حزب العدالة والتنمية.
وحصل حزب الأصالة والمعاصرة على 102 مقعد في الانتخابات التشريعية، بينما حصل حزب العدالة والتنمية على 125 مقعدا، بما يعني أن التحالف بينهما دون استدعاء حزب ثالث يتيح تشكيل أغلبية في مجلس النواب وبالتالي تشكيل الحكومة. ولم يسبق لحزب الأصالة والمعاصرة أن شارك في أيّ حكومة منذ تأسيسه عام 2008.
ومن المنتظر أن يلتقي العثماني كذلك مع حميد شباط، الأمين العام لحزب الاستقلال، رغم إعلان ابن كيران سابقا استبعاد "الاستقلال" من الحكومة بسبب تداعيات تصريحات شباط حول موريتانيا.