إسماعيل عزام، الرباط (CNN)— انتقد الداعية الإسلامي المغربي، محمد عبد الوهاب رفيقي، الملقب بأبي حفص، بيان الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، وهو بيان يدين "التصرّفات الهولندية غير المقبولة تجاه تركيا"، إذ قال رفيقي إنه "من العيب أن تتحول هيئة للعلماء رهينة بيد جهة سياسية، وأن تصدر الفتاوى والمواقف على مقاس هذه الجهة وتبعا لأهوائها".
وكتب أبو حفص، الباحث في الشؤون الدينية، ورئيس مركز الميزان للوساطة والدراسات والأبحاث، على صفحته بفيسبوك أن بيان الاتحاد في الدعوة لنصرة أردوغان "زلة فظيعة"، مردفا: "ما شأن الاتحاد بشأن داخلي سياسي تركي"؟
وانتقد أبو حفص بشدة هذه الفقرة من بيان الاتحاد: "وبخاصة أن النظام الذي يدعو إليه أردوغان هو النظام الذي يتفق مع التعاليم الإسلامية، التي تجعل أمير المؤمنين أو الرئيس الأعلى هو رقم (1) في السلطة"، متسائلا في إحالته على الفقرة: " ألهذا الحد الفكر السياسي الإسلامي متأزم؟ لاحول ولا قوة إلا بالله".
وفي تصريحات لـCNN بالعربية، برّر أبو حفص وصفه لبيان الاتحاد الذي يترأسه يوسف القرضاوي بـ"الزلة الفظيعة" بالقول إن "اتحادات العلماء يجب أن تكون مستقلة في توجهاتها حتى تكون لها مصداقية ويمكن اعتبارها مرجعية، ولذلك خوضها في شأن تركي داخلي ومنافسة سياسية تركية خروج عن هذا الخط وتجاوز له".
وأضاف أبو حفص: "زد على ذلك، فالتعليل كان فظيعا، فدعوى أن ما يريده أردوغان هو الاسلام جناية على الاسلام نفسه، فليس في الاسلام نظام سياسي ولا تفصيلات وحديث عن شروط الحاكم، هذه قضايا مدنية تتوافق عليها المجتمعات بما تراه صالحا لها وتتدافع حولها قوى المجتمع، وإدخال الدين في هذه المساحة ليس من مصلحة الدين ولا السياسة".
وأوضح أبو حفص أن الحديث عن كون نظام أردغوان نظام إسلامي "فيه مكابرة"، مردفًا: "صحيح أن أردوغان رجل مسلم، لكن نظام تركيا نظام علماني وقد صرح بهذا مرارا، بل نصح المصريين زمن مرسي باتخاذ العلمانية منهجا في الحكم"، متابعًا بأن هناك من لا يفرق بين مواقف أردوغان "الشعبوية التي تستهوي عواطف كثير من الناس" وبين علمانيته التي "لا غبار عليها".
وكان بيان اتحاد علماء المسلمين قد استنكر منع طائرة وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو من الهبوط في مطار هولندي، وكذا "إيقاف وزيرة الأسرة فاطمة قايا وإرغامها على العودة إلى الحدود، وتفريق مظاهرات الأتراك المقيمين في هولندا بالقوة"، محذرا من خطورة "التصريحات والممارسات العنصرية التي تجتاح الغرب، والتي تحرض ضد المسلمين والعرب شعوبا وحكومات وساسة".