إسماعيل عزام، الرباط(CNN)— شهد إعلان سعد الدين العثماني، رئيس الحكومة المعيّن في المغرب، لهوية الأحزاب المشاركة في الحكومة المقبلة، انتقادات واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي من لدن المتتبعين، بما أن العثماني رضخ في النهاية للتشكيلة الحكومية التي رفضها عبد الإله ابن كيران في السابق.
وأعلن العثماني أمس السبت أن الحكومة القادمة ستتكون من ستة أحزاب، هي بالإضافة إلى حزبه، أي العدالة والتنمية، التجمع الوطني للأحرار، والحركة الشعبية، والاتحاد الاشتراكي، والاتحاد الدستوري، والتقدم والاشتراكية. وقد خلّف هذا الإعلان انتقادات واسعة على مواقع التوصل الاجتماعي.
وقد سبق لابن كيران، الذي أعفاه العاهل من المغربي من رئاسة الحكومة، أن أكد أكثر من مرة رغبته في حصر الحكومة القادمة بالائتلاف السابق، أي العدالة والتنمية، والتجمع الوطني للأحرار، والحركة الشعبية، والتقدم والاشتراكية. غير أن تمسك الأحزاب الأخرى، باستثناء التقدم والاشتراكة، بأن تشارك مجتمعة في الحكومة أو لا تشارك، عرقل المفاوضات وأوصلها لباب مسدود.
وكتبت لطيفة البوحسيني: "نخبة" متخصصة في إضاعة الفرص وفي أن تخلف الموعد مع التاريخ. التاريخ يعيد نفسه، بالتفصيل الممل، وحدهم مراكز النفوذ يتلذذون ويستمتعون ويتمتعون ويعشقون هذه الإعادات للتاريخ. أليس هم من يملكون في النهاية المفاتيح السحرية لإسالة لعاب هذه النخب التي ابتلينا بها؟"
وعمت الانتقادات حتى داخل أعضاء حزب العدالة والتنمية، وكتب حسن حمورو، عضو الحزب بالمجلس الوطني: "ما كنت أتمنى أن أرى الدكتور سعد الدين العثماني في المشهد الذي ظهر عليه وهو محاط بكتيبة إجهاض الحلم الجماعي للمغاربة في حكومة سياسية تعكس إرادتهم".
وكتب المحلل السياسي عمر الشرقاوي: "هذه هي حكومة الأقرع، أينما ضربته يسيل دمه. ستكون عرضة للنقد اللاذع من كل جهة وأولها حزب الفيسبوك"، قبل أن يتابع: " قلت لكم سابقا بأن العثماني رئيس حكومة ضعيف. بفضلكم سنعيش مع أضعف رئيس حكومة وأضعف حكومة من ضمن 31 حكومة تعاقبت علينا وعلى آبائنا وأجدادنا".
غير أن هناك من كان له رأيا مغايرا لم ينتظر شيئا من ابن كيران أو العثماني، كما كتب الصحفي علي أنوزلا: من يدافعون عن "صمود" بنكيران ويسعون إلى تحويله إلى "بطل"، يبررون دفاعهم عن الرجل بأنه كان يدافع عن "الإرادة الشعبية"، فهل أحزاب "الأحرار" و"الحركة الشعبية" و"الاتحاد الدستوري" وأعيان "التقدم والاشتراكية"، دون الحديث عن "وزراء السيادة" الذين يفرضون فرضا، هم من يمثلون هذه "الإرادة الشعبية" المفترى عليها؟".
وحاول محمد يتيم، عضو الأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية الدفاع عن العثماني، متحدثا عن أن مشكلة تعثر تشكيل الحكومة لم تكن في يوم من الأيام هي مشاركة الاتحاد الاشتراكي في الحكومة، موضحا أن عبد الاله ابن كيران، عرض على هذا الحزب المشاركة منذ سنة 2011 .
وتابع يتيم في تدوينة أنه حين تحوّل الاتحاد إلى شرط واقف من قبل أحزاب أخرى، تغيرت المعطيات، مضيفا أن نجاح العثماني في تشكيل الحكومة لا يعني فشل ابن كيران في ذلك ، و"صمود" هذا الأخير لا يعني تخاذل الأول، فكلاهما كان مصيبا بحسب المعطيات التي كانت متوفرة، وكلاهما اجتهد من خلال تلك المعطيات".