الرباط (CNN)— لا تزال تداعيات وفاة الأم سعاد، التي كانت تشتغل قيد حياتها حمالة للبضائع في معبر سبتة، مستمرة، إذ طالب حزب بوديموس الاسباني حكومتة بلاده بالتدخل في هذا "الحادث المأسوف عليه"، مشيرًا إلى أن وفاة سعاد تعدّ نتيجة الاستخفاف التي يعاش يوميا في المعبر حيث "تحول خرق حقوق الإنسان إلى أمر معتاد".
وطالب الحزب في بيان أصدره بأن تتحرك الدولة من أعلى مستوى للحفاظ على الكرامة البشرية في معبر تاراخال، متحدثا عن أن الحادث التراجيدي وقع في الجانب المغربي، مضيفا أنه لا يقبل نشاطا اقتصاديا لا يقوم على احترام حقوق الإنسان.
وتوفيت سعاد، وهي أم لطفل، كانت تقطن بمدينة الفنيدق شمال المغرب، بسبب تداعيات إصابات تعرّضهت لها بسبب التدافع والدهس في معبر تاراخال الذي يجمع بين التراب المغربي ومدينة سبتة الواقعة تحت النفوذ الاسباني، ولفظت سعاد أنفسها في المستشفى يوم الأحد الماضي بعد نقلها بحوالي أربعة أيام.
وهذا وقالت المديرية الجهوية للصحة، بجهة طنجة تطوان، أن السيدة المتوفاة كانت قد زارت مستشفى الحسن الثاني بمدينة الفنيدق يوم السبت الماضي، وبعد معاينتها وتقديم الخدمات الطبية اللازمة لها، تبين عدم وجود كسر بالعظام، وأنها تعاني من الانتفاخ والألم على مستوى الركبة.
وعادت السيدة في اليوم الموالي، وكانت هذه المرة تعاني حالة حرجة مع صعوبة في التنفس، يقول المصدر ذاته في بلاغ له، وبعد فحصها بالأشعة، ونظرا لحالتها الخطيرة، تم نقلها بسيارة إسعاف في اتجاه المستشفى الجهوي بتطوان، إلّا أنها توفيت في الطريق.
وتكرّر التدافع أمس الخميس، إذ وقعت إصابات جديدة، تسبّبت بنقل بعد الحالات إلى المستشفى. وتعمل الكثير من النساء حمالات للبضائع بين مدينتي سبتة ومليلية والمغرب لصالح تجار يبيعون هذه البضائع، وتخلف مناظر الحمالات تنديدا حقوقيا كبيرا بسبب حالات التدافع، خاصة وأن المعبر يعرف مرور آلاف الحمالات والحمالين في الأيام التي يُفتح فيها.
كما طالب حزب الأصالة والمعاصرة المغربي، من وزير الداخلية محمد حصاد، الحضور للبرلمان لأجل "تدارس الوضعية المأساوية التي باتت تعيش على إيقاعها نقاط العبور الحدودية لسبتة ومليلية المحتلتين"، لا سيما بعد "وفاة المواطنة سعاد الخطيب نتيجة سوء المعاملة التي تعرّضت لها والعنف الذي مورس عليها' وفق الموقع الرسمي للحزب.