الرباط (CNN)— في أول قرار تربوي لها بعهد الوزير الجديد محمد حصاد، التزمت وزارة التربية الوطنية والتعليم العالي بمراجعة كتب سلسلة منار للتربية الإسلامية بالتعليم الثانوي التأهيلي، وفق ما أعلنت عنه الجمعية المغربية لمدرسي الفلسفة، التي وجهت عدة شكاوى ضد مضمون هذه الكتب.
وأشار بلاغ صادر عن الجمعية إلى أن مكتبها الوطني عقد اجتماع عمل مع مدير المناهج بالوزارة يوم السابع من أبريل/نيسان الجاري، تناول موضوع كتب منار، وآفاق تطوير العمل التربوي المشترك بين الوزارة والجمعية. ونقلت الجمعية أن الوزارة تفهمت موقفها بخصوص كتب منار وأنها تشاطرها الرأي بضرورة مراجعتها.
وجاء في كتاب "المنار في التربية الإسلامية"، ويخص السنة الأولى من التعليم الثانوي، أن الفلسفة أو نتاج الفكر الإنساني "مخالف لما جاء به الإسلام لأنها تعتمد على إعمال العقل بعيداً عن النصوص الشرعية"، كما يتضمن الكتاب ذاته رأي الفقيه ابن الصلاح الشهرزوري الذي يخلص إلى القول من "تفلسف فقد استحوذ عليه الشيطان".
والتزمت الوزارة كذلك باتخاذ كافة التدابير قبل الإذن بإعادة طبع كتب هذه السلسلة من جديد برسم الموسم الدراسي المقبل، وقدمت جمعية مدرسي الفلسفة خلال الاجتماع مذكرة بيداغوجية حول كتب منار الذي تضمنت بعض دروسها ما اعتبرته الجمعية تحريضا على كراهية مادة الفلسفة، يتحدث البيان.
"لمسنا في حوارنا مع السيد مدير المناهج، من خلال الوثائق التي أطلعنا عليها، العمل الملموس الذي قامت به الوزارة والخطوات التي قطعتها في سبيل مراجعة الكتب المدرسية المراجعة لمادة التربية الاسلامية" يقول عبد الكريم سفير، منسق الجمعية، مضيفا أن مدير المناهج سلّم الجمعية وثيقة رسمية تؤكد على عدم الإذن للناشرين بطبع كتب الموسم الدراسي المقبل إلّا بعد مراجعتها وتعديلها.
وتابع سفير في اتصال مع CNN بالعربية أن عددا من مدرسي ومفتشي التربية الإسلامية مستاؤون من مضامينها وعبروا عن ذلك، كما كانوا من أول من نبه جمعية مدرسي الفلسفة لخطورة الموضوع، متحدثا عن أن الجمعية تحتفظ بعلاقات ود مع جمعية أساتذة التربية الإسلامية وأن السجال ليس بين الطرفين بل مع وزارة التربية الوطنية التي أعطت الإذن لنشر تلك الكتب، عكس ما نقل في بعض وسائل الإعلام التي "تحاول جرّ مدرسي المادتين إلى التطاحن" يقول سفير.
تعرّف أكثر على الموضوع: مدرّسو الفلسفة بالمغرب يعلنون الحرب على كتابين للتربية الإسلامية