عصيد: النجار يمثل ظاهرة من ظواهر التخلّف العربي الإسلامي الفاضح

العالم
نشر
4 دقائق قراءة
عصيد: النجار يمثل ظاهرة من ظواهر التخلّف العربي الإسلامي الفاضح
الصورة من تصوير نادي الأمل بكلية العلوم بجامعة سيدي محمد بن عبد الله، في محاضرة أخرى نشطها زغلول بمدينة فاس Credit: facebook

الرباط (CNN)-- رد الباحث العلماني المغربي، أحمد عصيد، على زغلول النجار، العضو المؤسس للهيئة العالمية للإعجاز العلمي في القرآن والسنة النبوية، إثر وصفه لبعض الطلبة بـ"حفنة من الأشرار"، وقال عصيد إن النجار "يمثل ظاهرة من ظواهر التخلّف العربي الإسلامي الفاضح"، وإنه "بذل جهدا كبيرا ليبعد أدمغة الناس عن العلم الحق، ويحشر فيها من التأويلات الخاطئة المغالية والأكاذيب الإيديولوجية المنتفخة بالأوهام".

وقال عصيد، أحد أشهر الباحثين الداعين إلى العلمانية بالمغرب، وهو عضو نشيط في الحركة الأمازيغية، في مقال له، إن ما حدث للنجار مع الطلبة بمدينة فاس "يشعرنا ببعض الفخر والطمأنينة، حيث يظهر جليا بأنّ شبابنا المغربي ليس مغفلا إلى درجة أن يضحك عليه بعض تجار الدين ومشعوذيه، الذين تعودوا على تسويق بضاعتهم الكاسدة في بلدان الاستبداد والتخلف الشرقي".

وتابع عصيد: "لقد طرح عليه بعضهم أسئلة وجدها مستفزة، وعوض أن يواجه أسئلة الطلبة فضل اللجوء إلى العنف الرمزي والتقريع والتحريض، فنعت الطلبة بـ"العصابة" كما سماهم بـ"الأشرار" وبـ"المنسلخين من عروبتهم ودينهم""، مضيفا: "لقد أنفق النجار ومن معه في سوق "الإعجاز العلمي للقرآن" ملايير الدولارات في أوراش فارغة لا تنتج من العلم النافع شيئا، ولكنها فقط تقوم بالدعاية للتدين السياسي بطرق ملتوية".

وأشار عصيد أن هدف النجار "الدعاية للدين لا للعلم، في وضع يعرف فيه المسلمون انحطاطا كبيرا على جميع الأصعدة، حيث فشلوا في إقامة أنظمة حكم عادلة، كما انهزموا في كل أسواق التنافس المادي والرمزي، ولم يقدموا شيئا يذكر في مجال التنظير للعلوم أو ابتكار التقنيات المتطورة، وظلوا يقتاتون على فتات موائد العالم المتقدم".

وزاد عصيد: "يتمّ هذا في الوقت الذي تخبرنا فيه الإحصائيات بأن جميع بلدان شمال إفريقيا والشرق الأوسط لا تنفق أكثر من 0,1 في المائة من ميزانيتها على البحث العلمي، بينما تذهب ملايير الدولارات في الدعوة الدينية الوهابية أو الإخوانية.. وتخبرنا الإحصائيات كذلك بأن دولة صغيرة مثل إسرائيل تنفق لوحدها 4,7 في المائة من ميزانيتها على البحث العلمي، ولم نسمع في إسرائيل عن علماء يكتشفون نظريات علمية في التوراة".

وجاء في فقرة أخرى لمقال عصيد: " لا ينتبه أصحاب نظرية "الإعجاز العلمي" إلى أن من طبيعة المعرفة العلمية أنها نسبية، وقابلة للتصحيح والتغير بحسب تطور العقل العلمي وأدوات البحث ووسائل العمل المختبري، وأن هذا يجعل من غير الممكن خلط المعارف العلمية بنصوص دينية تعتبر ثابتة عند المؤمنين بها. إن كل خلط بين النسبي والمطلق لن يكون إلا تركيبا غير متجانس وتشويشا على العقل".

وكان زغلول النجار قد حضر قبل أيام للمغرب لأجل المشاركة في المؤتمر العالمي الرابع للباحثين في القرآن الكريم وعلومه الذي تنظمه مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع) بشراكة مع الرابطة المحمدية للعلماء، وقد ألقى ثلاث محاضرات في كليتين بمدينة فاس، ومحاضرة ثالثة بقصر المؤتمرات بمدينة مكناس.

وقال النجار، على صفحته الرسمية بموقع فيسبوك، بعد ذلك، إنه زار المغرب عدة مرات وحضر فيها بمجموعة من المؤتمرات رأى من خلالها "الوجه المشرق لهذه المملكة التي يعتز غالبية أهلها بالإسلام وبلغة القرآن"، ولكن كالعادة "فإن لكل أمة حفنة من الأشرار الذين يتبرأون من مبادئهم و ينسلخون عن دينهم".