ليست بسوريا أو العراق.. كامليا انتخابي فرد تكتب عن مواجهة أخرى بين طهران وواشنطن في 2017

العالم
نشر
5 دقائق قراءة
تقرير کاملیا انتخابی فرد

هذا المقال بقلم کاملیا انتخابی فرد، والآراء الواردة أدناه تعبر عن رأي الكاتبة، ولا تعكس بالضرورة وجهة نظر شبكة CNN.

في البداية، ذهب الجنرال ماكماستر، مستشار الأمن القومي للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، إلى أفغانستان في 16 ابريل. بعد ذلك بفترة قصيرة ذهب وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف إلى كابول في 7 مايو. كل طرف كان يريد تحذير الحكومة الأفغانية من تدخلات الطرف الآخر وأن يتقرب من حكومة الوحدة الوطنية في أفغانستان التي يقودها كل من الرئيس أشرف غني والرئيس التنفيذي عبد الله عبد الله.

هناك مواجهة أخرى بين طهران وواشنطن في عام 2017 عليهم أن يستعدوا لها، وهذه المواجهة لن تكون في سوريا أو العراق، لكنها على ما يبدو ستكون في أفغانستان.

الرئيس ترامب الذي استلم مهامه رسمياً في البيت الأبيض في يناير الماضي يراقب التطورات في المنطقة عن قرب ويدرس خيارات مكافحة الإرهاب التي تشكل مركز اهتمامه. وتقضي استراتيجية ترامب المعلنة بمواجهة تنظيم داعش وهزيمته في سوريا والعراق، وهناك تحضيرات واسعة للتحالف الذي تقوده الولايات المتحدة للقضاء على التنظيم الإرهابي بشكل كامل في سوريا والعراق. لكن ذلك لم يمنع أن يتجه اهتمام الرئيس الأمريكي بشكل كبير إلى أفغانستان مرة أخرى، حيث أن كابول كانت أول بلد واجه الإرهاب في أواخر تسعينيات القرن العشرين، لكن التدخل الأمريكي في 2001 أدى إلى الإطاحة بحركة طالبان من الحكم وإلحاق هزيمة كبيرة بتنظيم القاعدة. لكن الحرب لم تنتهي منذ ذلك الوقت.

الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما أعلن في 2014 عن إنهاء المهمة القتالية الأمريكية في أفغانستان، لكنه احتفظ بجزء من الجيش الأمريكي ليقدم خدمات استشارية ويقدم الدعم عند الحاجة للحكومة الأفغانية.

ومن الواضح أن السبب الرئيسي الذي ساهم في استمرار وجود طالبان كقوة عسكرية على الأرض هو الوضع الاقتصادي السيء في البلد، الأمر الذي ساعد طالبان على بسط نفوذها في القرى والمقاطعات الصغيرة قرب الحدود مع باكستان.

وحسب ممثل حلف الناتو في أفغانستان، فإن 57% من أراضي هذا البلد لا تخضع لسيطرة الحكومة المركزية. طالبان هي واحدة من المشاكل التي تواجهها الحكومة، لكن المشكلة الأخرى التي تواجهها كابول هي تهديد تنظيم داعش الذي يتوقع المراقبون أن يزداد خطره على الأرض في حال توجه مقاتلو التنظيم الهاربون من الشرق الأوسط إلى أفغانستان، التي تعتبر ملاذاً مثالياً لإيواء المقاتلين الهاربين من الحرب في العراق وسوريا.

من ناحية أخرى، هناك التهديد الذي تمثله ميليشيا هزارة الشيعية، ويقدر عدد مقاتليها حوالي 1.000 مقاتل، وجميعهم تلقوا تدريباتهم لدى الحرس الثوري الإيراني بهدف مواجهة تنظيم داعش في سوريا. مقاتلو هذه الميليشيا سيعودون إلى أفغانستان عندما تنتهي مهمتهم في سوريا. وهذا العدد الكبير من المقاتلين المدربين والمسلحين، والذين يحظون بتأييد بيئة حاضنة من الشيعة الذين يعتبرون أفقر أقلية في أفغانستان، يمكن أن يشكلوا حزب الله آخر إذا استمر العمل المسلح في هذا البلد ولم تتمكن السلطة المركزية من فرض سيطرتها على الأرض.

صحيفة نيويورك تايمز قالت أن الجنرال ماكماستر ناقش خلال زيارته إلى أفغانستان قضية إرسال 3.000 جندي أمريكي إضافي من وحدات قتالية إلى أفغانستان. مثل هذا القرار ربما ضايق طهران، التي تراجعت علاقاتها القوية مع كابول عما كانت عليه في عهد الرئيس كرزاي. فمنذ وصول حكومة الوحدة الوطنية إلى الحكم في كابول بدعم أمريكي، تراجعت العلاقات الإيرانية-الأفغانية، خاصة بعد الاتهامات التي وجهها مسوؤلون أفغان إلى طهران وروسيا بدعم حركة طالبان.

لكن عودة الأمريكيين إلى المشهد القتالي والسياسي في أفغانستان بهذه القوة بعد وصول ترامب إلى البيت الأبيض أمر لا تستطيع إيران أن تتقبله بسهولة.

الرئيس ترامب سيعقد اجتماع قمة مع زعماء حلف الناتو في 25 مايو، ويتوقع أن يعلن عن استراتيجيته حول الحرب في أفغانستان خلال تلك القمة.