واشنطن، الولايات المتحدة الأمريكية (CNN)-- توجد العديد من الملفات التي سيحملها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في لقائه مع نظيره الأمريكي ترامب اليوم الثلاثاء بالبيت الأبيض، فرغم عضوية الطرفين التركي والأمريكي في حلف الناتو، فعلاقتهما باتت معقدة على ضوء استراتيجية أمريكا في سوريا، وكذا رفض الولايات المتحدة تسليم عبد الله غولن الذي يتهمه أروغان بالتخطيط للانقلاب الفاشل.
وهذه ثلاثة محاور قد يشهدها اللقاء:
تسليح الأكراد: أعلن البنتاغون خلال الأسبوع الماضي وجود خطط لتسليح وحدات حماية الشعب الكردي لأجل قتال "داعش" في سوريا، وهو ما أثار حفيظة أردوغان الذي طالب بمراجعة المخطط، واعدا مناصريه بأنه سيناقش الأمر مع ترامب، فإن كان المقاتلون الأكراد يمثلون الحلف الرئيسي للولايات المتحدة داخل سوريا، فإن الإدارة التركية تصفهم بالإرهابيين المرتبطين بحركات متمردة في الجنوب التركي.
ففي الوقت الذي قال فيه أردوغان إنه لا يمكن قتال "مجموعات إرهابية بأخرى إرهابية"، في إشارة منه إلى وحدات حماية الشعب الكردي، وفي الوقت الذي كان فيه أوباما يفكر في تسليح هذه الوحدات لكنه لم يطبق الفكرة خوفا من تصادم مع تركيا، فإن البنتاغون يرى حاليا أن هذه الوحدات هي الأكثر قدرة على الميدان وسيكون دورها في الأشهر المقبلة أساسي خاصة وأن التحالف ضد "داعش" داخل مرحلة حساسة للغاية، وهي قتال التنظيم في معقله بالرقة.
علاقة تركيا بروسيا على ضوء الملف السوري: تؤطر تركيا وروسيا وإيران المحادثات التي تجري في أستانا (كازاختسان) حول وقف إطلاق النار بما ينهي الحرب السورية، وهي محادثات ظهرت كما لو أنها تحاول استبعاد الولايات المتحدة من مسار الملف، وفي الوقت الذي لم يكن فيه أوباما راضيا عن هذه المحادثات، فإن ترامب قد يقبل تطوراتها الأخيرة.
وفضلا عن ذلك، صارت تركيا قريبة من الحلف الروسي فيما يخصّ الملف السوري بتغيير استثنائي في مواقفها، إذ أظهرت تركيا مؤشرات على أنها غير مهتمة كثيرا بالحفاظ على تحالفها الغربي، ويأتي ذلك بعد فشل الولايات المتحدة لسنوات في إصدار قرارات مؤثرة لإنهاء الحرب السورية بسبب الفيتو الروسي في مجلس الأمن.
ملف غولن: ضَغَط أردوغان أكثر من مرة لأجل دفع الولايات المتحدة نحو ترحيل فتح الله غولن، صديق أردوغان السابق قبل أن يتحول إلى عدوه، من الأراضي الأمريكية التي يقيم بها منذ عام 1999، نحو تركيا، إذ يتهم أردوغان غولن بالتخطيط للانقلاب الفاشل الذي شهدته تركيا صيف العام الماضي، ويصف جماعته بالإرهابية، وهو ما ينفيه غولن بشدة.
أردوغان الذي تعرّض لانتقادات واسعة لإجراءات وصفها معارضوه بالديكاتوروية بعد الانقلاب الفاشل، صرّح لشبكتنا الشهر الماضي أنه يملك مجموعة من الأدلة حول تورط غولن فيما جرى، متحدثا عن أنه متفائل بإمكانية اقتناع الإدارة الأمريكية بهذه الوثائق.