دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)--- يتجه الإيرانيون لانتخاب رئيس جديد للبلاد هذه الجمعة في انتخابات ستكون لها آثار كبيرة داخل إيران وخارجها، وسيكون على الناخبين اختيار إما استمرار الرئيس الحالي حسن روحاني الذي يوصف بالمعتدل لولاية ثانية، أو اختيار رئيس آخر بين المرّشحين الأربعة، أكثرهم شهرة إبراهيم رئيسي، البالغ 56 سنة والذي يوصف بالمحافظ.
من أكبر الأسئلة التي ترتبط بالانتخابات في أيّ بلد، هي هل هذا البلد ديمقراطي؟ ويمكن أن نجيب عن هذا السؤال في الحالة الإيرانية بنعم وفي الوقت نفسه بلا. صحيح أن الرئيس وأعضاء البرلمان يتم انتخابهم عبر صناديق الاقتراع، إلّا أن السلطة العليا في إيران توجد لدى المرشد الأعلى، الذي يستمر في منصبه مدى الحياة وهو من يملك الكلمة النهائية فيما يخص السياسة الداخلية والخارجية.
ومن مهام المرشد الأعلى، الذي يتولاه حاليا آية الله علي خامنئي، أنه يساعد في تعيين أعضاء مجلس الدفاع، وهي هيئة مكونة من المحافظين، هي من تقرّر في ترشيحات المتقدمين للرئاسة، وتقوم هذه الهيئة بإقصاء مجموعة من المرشحين الذين يملكون أفكارا إصلاحية.
يملك الرئيس الإيراني هامشا واضحا فيما يخصّ سن السياسات على المستوى الداخلي والخارجي، ومن ذلك تعيين الآلاف من المسؤولين وبناء قاعدة قوة كبيرة، وهو ما يتيح له توجيه النظام نحو اتجاهات غير متوقعة كما فعل روحاني فيما يتعلّق بالاتفاق النووي، ولكن مع ذلك، كل شيء يجب أن يصادق عليه المرشد الأعلى.
وإذا كان انتخاب روحاني سيعني استمرار الاتفاق النووي الذي وقعته إيران مع مجموعة الخمسة زائد واحد، وسيعني كذلك ثقة الناخبين في رئيس معتدل يوجد في الجناح الإصلاحي التجديدي بالمقاييس الإيرانية، فإن اختيارا محتملا لإبراهيم رئيسي، الذي ينظر إليه كالمرّشح المفضل لآية الله علي خامنئي، سيثير الأسئلة حول استمرار الاتفاق النووي، بما أن رئيسي، العائد من الموت عام 1988 بعد أن حُكم عليه بالإعدام لنشاطه السياسي قبل الإفراج عنه، شكك في نتائجه.
وفي هذا السياق، لو أخذنا في الحسبان حصيلة روحاني على المستوى الخارجي، خاصة ما قام به من توقيع الاتفاق النووي الذي سمح ببدء رفع العقوبات الاقتصادية عن إيران مقابل تقليل برنامج بلاده النووي، وما رافق ذلك من اتجاه نحو تطبيع العلاقات مع الغرب، فإن فوزه سيعني أن إيران ترغب بالاستمرار في هذا البرنامج وفي الانفتاح الجزئي على الغرب.
في الجانب الآخر، يظهر أن فوز رئيسي سيهدد الاتفاق النووي، خاصة وأن الجناح المحافظ الذي ينتمي إليه رئيسي، انتقد روحاني كثيرا على تقاربه مع الغرب، كما أن انتخاب رئيسي قد يؤدي في نتائج لاحقة إلى رفع التوتر بين إيران والمنتظم الدولي.