أتلانتا، الولايات المتحدة الأمريكية (CNN)-- رغم أن أغلب التركيز سيكون على الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، في جولته الخارجية الأولى منذ توليه الرئاسة، والتي ستكون محطته الأولى ضمنها إلى المملكة العربية السعودية، إلا أن الكثير من الأعين ستتجه إلى سيدة أمريكا الأولى، ميلانيا، التي ستظهر للمرة الأولى على المسرح العالمي.
وقالت ميلانيا في بيان أُعد قبل يوم من سفرها مع ترامب: أنا متحمسة للغاية للرحلة القادمة." وأضافت: "لن تكون هذه مجرد فرصة لدعم زوجي في عمله على القضايا الهامة التي تتعلق بالأمن القومي والعلاقات الخارجية، وإنما سيكون من دواعي شرفي أيضاً زيارة النساء والأطفال من مختلف الدول ومناقشة وجهات نظرهم المختلفة."
ومن المرجح أن تسلط الرحلة التي تشمل محطاتها السعودية وإسرائيل وروما وبروكسل وصقلية، الضوء على ميلانيا ترامب. إذ بصفتها سيدة الولايات المتحدة الأولى، لم تنتقل حتى الآن للسكن في البيت الأبيض، ولم تعيين موظفين بمكتبها، حتى أنها افتقدت لجدول أعمال قويا لكن عامل الفضول المحيط بها عند تركها أمريكا في أعلى مستوياته.
جدول الأعمال
سيكون جدول أعمال ترامب معبأً بالعديد من الأحداث التي ستحضرها مع زوجها، ولكن سيكون لها أحداث تشارك فيها بمفردها.
إذ أخبرت ستيفاني غريشام، مديرة الاتصالات في الجناح الشرقي، شبكة CNN: "إنها تريد أن تستفيد من كل لحظة ومحطة، وبالتالي لديها جدول أعمال مستقل وقوي."
وإذا كان لحقنة الفعاليات العامة في أمريكا أي مؤشر لما سيحدث، يمكن لميلانيا قضاء بعض الوقت في المدارس والمستشفيات والمتاحف. إذ زارت الأطفال في مستشفيات في واشنطن ونيويورك، وقامت بجولة في المدارس مع ملكة الأردن، رانيا العبدلله، وزوجة الرئيس الصيني، مادام بنغ. وزارت أيضاً المتحف الوطني للتاريخ والثقافة الأمريكية الإفريقية مع سارة نتنياهو، زوجة رئيس الوزراء الإسرائيلي.
وتقول أنيتا ماكبرايد، التي شغلت منصب رئيسة موظفي مكتب السيدة الأولى السابقة، لورا بوش: "أعتقد أنها (ميلانيا) ستقدم أداءً جيداً جداً في هذه الرحلة، إذ أظهرت بالفعل أن لديها القدرة على اختيار الأشياء التي تقوم بها بحكمة، وهي أشياء ذات مغزى وستكون مثيرة للاهتمام."
دبلوماسية سيدة أمريكا الأولى
ومع ذلك، فإن الاختبار الحقيقي لا يتعلق فقط بالزيارات، أو الصور التي تواجه فيها الجمهور. إذ يجب على ميلانيا أيضاً ممارسة إجراءات دبلوماسية سلسة. وقال مصدر مطلع على العمليات داخل مكتب البروتوكول التابع لوزارة الخارجية الأمريكية، إن شيئاً بسيطاً مثل تقديم الهدايا يمكن أن يكون معقداً، وإن أي رحلة رئاسية لعدة محطات ليست مهمة سهلة.
إذا قدم المسؤولون في الدولة المضيفة هدية لميلانيا، فمن المتوقع أن ترد بالمثل. ومن المرجح أنها ستعتمد على مساعدة شخص ما حول البروتوكولات المتعارف عليها لتعرف ما يحب وما يكره نظيرها الأجنبي لصياغة أسلوب مناسب لتقديم الهدية، لتجعل من المهاداة تجربة شخصية وخاصة.
ووفقا للمصدر نفسه، جرى تخطيط مكثف لأعمال هذه الرحلة قبل أسابيع، وأغلب العمل كان على صياغة أهداف الرسائل الشاملة، ولكنه ركز أيضاً على التفاصيل الدقيقة مثل الحساسيات الثقافية والملابس والتحيات المناسبة للوفود والعادات العامة.
وقالت كيت أندرسن براور، خبيرة في تاريخ سيدات أمريكا الأولى: "في السعودية، سأكون مهتمة بشكل خاص لمعرفة ما إذا كانت ميلانيا سترتدي غطاء الرأس التقليدي. إذ لم ترتد ميشيل أوباما غطاءً للرأس خلال زيارة عام 2015، كما صُوّرت لورا بوش مع أفراد العائلة المالكة السعودية أيضاً دون الالتزام بالقواعد التي تطالب النساء بتغطية شعرهن في الأماكن العامة."
وقالت ماكبرايد إن ميلانيا أثبتت بالفعل أنها مضيفة رائعة لأمريكا بطريقة استقبالها لنظيراتها الأجنبيات والضيوف الأجانب."
وأضافت ماكبرايد: "إذا استطاعت أن تظهر مجدداً بنفس النوع من الثقة والكرم كما ظهرت في أمريكا، سيكون ذلك نجاحاً كبيراً، يمكنها التعامل مع هذا المنصب الدبلوماسي باعتبارها السيدة الأولى واحترام الثقافة الأجنبية وتمثيل أمريكا بأفضل طريقة."
وبعدما غادرت ميلانيا الدولة مع زوجها متجهة إلى الرياض، مساء الجمعة، من المحتمل أن تعمل فرق على الأرض في الخارج مع الدول المضيفة للتفاوض حول جميع عناصر الزيارات ووضع اللمسات الأخيرة، وتقدم تلك الفرق التقارير المحدثة للبيت الأبيض، لخفض فرص وقوع أي شيء غير مخطط له.