الرباط (CNN)— انتقل وفد من الحكومة المغربية اليوم الاثنين إلى مدينة الحسيمة بالشمال، في أضخم تنقل للحكومة المغربية الجديدة منذ تعيينها بداية شهر أبريل/نيسان الماضي، بعد احتجاجات كبيرة تشهدها المدينة، آخرها يوم الخميس الماضي، عندما خرج عشرات الآلاف في مسيرة تطالب بتحقيق مطالب حقوقية واقتصادية واجتماعية.
وقال وزير الداخلية عبد الوافي لفتيت في لقاء مع بعض سكان وفعاليات مدينة الحسيمة، إن هذه الزيارة تأتي بتعليمات من ملك البلاد، مشيرا إلى أن السلطات ستقف على تسريع الأشغال في المشاريع التنموية التي تدخل ضمن إطار "الحسيمة منارة المتوسط"، المخطط الذي أطلقه العاهل المغربي عام 2015، وذكّر لفتيت بالقيمة المالية للمشروع التي تصل إلى 6.5 مليار درهم (حوالي 667 مليون دولار).
وعلاوة على وزير الداخلية عبد الوافي لفتيت، الذي سبق له أن زار الحسيمة مباشرة بعد تعيين الحكومة، حضر في الوفد وزير التربية الوطنية والتعليم العالي محمد حصاد، ووزير الفلاحة والصيد البحري عزيز أخنوش، ووزير التجهيز والنقل عبد القادر اعمارة، ووزير الصحة الحسين الوردي، ووزير الاتصال والثقافة محمد الأعرج، والوزيرة المنتدبة المكلفة بالماء شرفات أفيلال، زيادة على والي الجهة، محمد اليعقوبي.
كما أكد وزير التربية الوطنية والتعليم العالي محمد حصاد على افتتاح نواة جامعية بالإقليم انطلاقا من الموسم المقبل شرط إيجاد الوعاء العقاري، زيادة على الحد من الاكتظاظ في المدارس وتوظيف عشرات الأساتذة في الإقليم.
ووعد وزير النقل واللوجيستيك، عبد القادر اعمارة، بقرب إنهاء الطريق السريع الذي يجمع مدينة تازة بمدينة الحسيمة، فيما تحدث وزير الفلاحية والصيد البحري، عزيز أخنوش، عن عمل مصالح وزارته لتجاوز عدد من مشاكل ميناء المدينة.
كما وعد وزير الصحة، الحسين الوردي، ببناء وتجهيز عدد من المراكز الصحية وتأهيل أخرى، متحدثا بالخصوص عن المستشفى الإقليمي الجديد الذي بدأت أشغال بنائه، بينما تطرق وزير الثقافة والاتصال، محمد الأعرج، إلى المشاريع الثقافية المنتظرة في الإقليم، ومنها دور ثقافة ومكتبات ومعاهد فنية.
وفيما حضرت بعض وجوه الحراك هذا اللقاء، غاب عنه ناصر الزفزافي، الذي يقود الاحتجاجات، وأعلن الزفزافي في فيديو مباشر بثه اليوم الاثنين على صفحته الرسمية بفيسبوك، رفضه لما جاء في تصريحات الوزراء المغاربة، واصفا الاجتماع بـ"المشبوه"، كما اتهم الوزراء بالالتفاف على المطالب الحقوقية وبالانفصال عن هموم الشعب، معلنا أن الحراك سيستمر في الإقليم.