الرباط (CNN)— انخفض معدل الفقر متعدد الأبعاد لدى الأطفال في المغرب من 43.6 بالمئة عام 2001 إلى 11 بالمئة عام 2014، ممّا يعني انخفاض عدد الأطفال الفقراء في المغرب من 4.9 مليون طفل عام 2001 إلى 1.2 مليون طفل عام 2014.
هذه الأرقام جاءت في موجز نشرته المندوبية السامية للتخطيط (مؤسسة رسمية مكلّفة بالإحصاء)، حول الفقر متعدد الأبعاد للأطفال، خلال الفترة ما بين 2001 و2014، وتبتغي هذه الدراسة تحديد "تراكم مظاهر الحرمان لكل طفل على حدة، من أجل استقصاء فئات الأطفال في وضعية الحرمان المتعدد التي يجب أن تشكل أولوية لاستهداف السياسات العمومية".
وينتشر الفقر متعدد الأبعاد بشكل جلي بين الأطفال ما بين خمس وست سنوات، بمعدل يصل إلى 21 بالمئة لكل الأطفال في هذا السن، كما ينتشر بشكل أكبر في المجال القروي، إذ سجل عدد الأطفال الذين يعانون منه 22 بالمئة بين كل أطفال هذا المجال، وتظهر المعطيات أن 88 من المئة من الأطفال الفقراء يعيشون في المناطق القروية.
ويعتمد مؤشر الحرمان على مجموعة من العوامل التي تشمل التعليم والصحة والولوج إلى الماء والكهرباء والصرف الصحي ووسائل الاتصال، وظروف السكن، ويتيح مؤشر الحرمان قياس معدل الفقر متعدد الأبعاد الذي تقدر بموجبه نسبة الأطفال الفقراء، وهم الأطفال الذين يراكمون ما يزيد عن 30 بالمئة من عناصر الحرمان الأولية.
وانخفض مؤشر الحرمان لدى الأطفال بما يصل إلى النصف، بنسبة انخفاض سنوية تصل إلى 6.2 بالمئة، وشهدت جهة طنجة تطوان الحسيمة أكبر معدلات انخفاض الحرمان لدى الأطفال، بـ 0.12 عام 2014، بينما سجلت جهة مراكش آسفي أعلى المستويات الوطنية بـ0.172 بالمئة، وشهدت جهات الجنوب والدار البيضاء-سطات أدنى مؤشرات الحرمان بـ0.10.
وأبرزت الدراسة أن فقر الأطفال يعود بالأساس إلى فقر الكبار وإلى ظروف معيشية سيئة، كما يؤثر عدد أفراد الأسرة في فقر الأطفال، فمعدل فقر الأطفال المنتمين للأسر التي تضم 6 أطفال أو أكثر يصل إلى 28 بالمئة، أي أربع مرات أكثر من الأسر الذي لديها طفل واحد، كما يؤثر جنس رب الأسرة، فنسبة فقر الأطفال أقلّ في الأسر التي ترأسها امرأة، كما يؤثر كذلك المستوى التعليمي لرب الأسرة، وكذا مهنته، إذ تعدّ مهنة المستخدمين الزراعيين الأكثر معاناة من الظاهرة.