الرباط (CNN)— أعلنت وزارة الصحة المغربية، على لسان مندوبها الإقليمي بالحسيمة، إن عددا من القوات العمومية أصيبت في مواجهات مع متظاهرين أمس الجمعة، ثلاثة منهم وصفت إصاباتهم بالخطيرة، بينما أكدت لجنة الحراك أنها متشبتة بسلمية التظاهر.
وقال المندوب لوكالة الأنباء المحلية إن مصابيْن بشكل خطر جرى نقلهما إلى المستشفى العسكري بالرباط، بينما خضع مصاب ثالث لعملية جراحية بالحسيمة، في إشارة منه إلى مواجهات أمس بالحسيمة التي شهدت قيام عدة عناصر بالرشق بالحجارة.
وأعلن الوكيل العام للملك (النائب العام) لدى محكمة الاستئناف، فتح بحث قضائي في قيام ناصر الزفزافي وأشخاص آخرين بـ"عرقلة حرية العبادات وتعطيلها" داخل مسجد بالمدينة، وبإلقاء القبض عليه، مشيرا في بلاغ له أن النيابة العامة علمت بمنع الزفزافي للإمام من "إكمال خطبته وإلقائه خطابا تحريضيا أهان فيه الإمام وإحداث اضطراب أخلّ بهدوء العبادة ووقارها وقدسيتها".
هذا وأعلن نشطاء من الحراك عن وجود حملة اعتقالات بين عدد من الوجوه بينهم، وصلت إلى اعتقال 15 ناشطا، وهو ما لم تتأكد منه CNN بالعربية من مصادر رسمية، وقالت ابن محمد جلول، أحد أبرز وجوه الحراك، في فيديو له، إن والده اعتقل من داخل بيته، فيما لا يزال الزفزافي مبحوثا عنه إلى حد الآن.
وتأتي هذه التطورات بعد إيقاف الزفزافي ونشطاء آخرين لخطبة يوم الجمعة بأحد مساجد المدينة، بسبب حديث الإمام عن الفتنة في إشارته للاحتجاجات الأخيرة، الأمر الذي رفضه النشطاء الذين استمروا بعد ذلك في احتجاجاتهم قرب بيت الزفزافي، قبل أن تقوم القوات العمومية بفض التجمع.
وأصدرت لجنة الحراك بيانا قالت فيه إن القوات العمومية "اقتحمت منزل الزفزافي عندما كان يلقي كلمته التي يحث فيها الجماهير على التشبث بمبدأ السليمة في النضال في حال جرى اعتقاله"، واتهمت اللجنة القوات بإصدار أوامر لـ" فض وقفة سلمية بالقنابل المسيلة للدموع و الهراوات و العصي، إضافة إلى استعمال مروحيات حربية لزرع الخوف و الهلع في صفوف الساكنة و تمشيط المدينة بأحداث وسائل الاتصال والاستطلاع".
وحملت اللجنة الدولة مسؤولية ما يمكن أن يؤول إليه الوضع مستقبلا، مطالبة بإطلاق سراح كافة المعتقلين بشكل فوري، معلنة تشبثها بالنضال السلمي والحضاري، منبهة إلى "ضرورة التفكير الجدي و المسؤول لإن الاحتقان بلغ ذروته و يزيد يوما بعد يوم في كل ربوع البلاد، و إيجاد حلول معقولة لتفادي الأزمات و تغيير العقلية الأمنية.