واشنطن، الولايات المتحدة الأمريكية (CNN)-- سيحظى المدير السابق لمكتب التحقيقات الفيدرالي (FBI)، جيمس كومى، بانتباه الشعب الأمريكي، الخميس المقبل، عندما سيُدلي بشهادته أمام مجلس الشيوخ، حول الاتهامات المذهلة التي وجهها للرئيس، دونالد ترامب، بأن الأخير طالبه بإنهاء التحقيق في علاقات مستشار الأمن القومي السابق، مايكل فلين، مع روسيا.
ولكن هل يمكن لترامب أن يمنع كومي من الحديث؟
قالت مستشارة البيت الأبيض، كيليان كوناواي، الجمعة، إن "الرئيس هو من سيتخذ هذا القرار،" مما يثير احتمال محاولة البيت الأبيض استخدام "الامتياز التنفيذي" (Executive Privilege) فيما يخص محادثات ترامب مع كومي.
إلا أن الخبراء القانونيين، يُشككون في احتمال استخدام الرئيس لذلك الامتياز بنجاح، لأن ترامب كتب بالفعل رسالة حول محادثاته مع كوني، وتحدث عنها علناً وحتى نشر عدة تغريدات عن القضية.
بعبارة أخرى، لا يمكن للرئيس أن يستخدم "الامتياز التنفيذي" كسيف مرة، وكدرع مرة أخرى.
ما هو "الامتياز التنفيذي"؟
ينبع مفهوم الامتياز التنفيذي من فكرة أن الرئيس يجب أن يكون قادراً على التمتع باتصالات صريحة مع الوزراء والمستشارين. ويعود تاريخه إلى عام 1974 في قضية الولايات المتحدة ضد (الرئيس الأسبق ريتشارد) نيكسون، عندما اعترفت المحكمة العليا في أمريكا بأن "الرئيس وأولئك الذين يساعدونه يجب أن يتمتعوا بحرية استكشاف البدائل خلال عملية تشكيل السياسات واتخاذ القرارات، والقيام بذلك بطريقة لن يرغب الكثيرون في القيام بها إلا بشكل سري."
ولكن الامتياز ليس "مطلقاً"، إذ قد قالت المحكمة إن له حدوداً - ويمكن تجاوزه عند إظهار الحاجة إلى أدلة معنية في محاكمة جنائية أو إجراءات هيئة محلفين كبرى، ويرى البعض في واشنطن أن الامتياز يمكن إسقاطه كلياً في حال كانت هناك أسباب تشير إلى وجود سوء سلوك حكومي.
إذا كان كومي لا يزال مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي، يمكن للرئيس ببساطة أن يأمره بعدم الإدلاء بشهادته، لكنه الآن مواطن خاص، مما يُعقّد قدرة ترامب على تقييد شهادته.
ويقول الخبراء إنه في حل أصر البيت الأبيض على إسكات كومي، فإن المحامين يستطيعون تصعيد القضية إلى محكمة مقاطعة فيدرالية للحصول على أمر من المحكمة يمنعه من الإدلاء بشهادته، ولكن هذه الخطوة ستكون غير مسبوقة ولا توجد ضمانات بأنها قد تنجح.
هل تم التخلي عن الامتياز؟
مشكلة محاولة ترامب إسكات كومي هو حقيقة أنه فتح بالفعل الباب على محادثاتهم - ويُمكن القول إنه تنازل فعلياً عن حق "الامتياز التنفيذي".
إذ كتب الرئيس عن ثلاث محادثات منفصلة مع كومي، حول ما إذا كان قيد التحقيق، وأوضح بالتفصيل تلك المحادثات في مقابلة تلفزيونية مع "NBC"، وكتب على "تويتر" عن الموضوع.
ويشكك أستاذ القانون في جامعة "هارفارد"، نوا فلدمان، بأن ترامب لديه أقوى حجة في ضوء هذه الحقائق، إذ قال فلدمان لـ"بلومبرغ": "المطالبة بحق الامتياز التنفيذي يتطلب أن تكون المحادثات المعنية سرية، ويمكن القول إن ترامب قد انتهك هذه السرية بنفسه، وسيكون غريبا إذا استطاع أن يستخدم الامتياز لمنع كومي من الإدلاء بنسخته للأحداث. الاستثناء سيكون أي محادثات لم يتم نشرها بعد من قبل كومي أو ترامب، على افتراض أن مثل تلك المحادثات موجودة، وإذا فعلوا ذلك، قد تكون تلك محمية بفعل الامتياز."