الرباط، المغرب (CNN)— تجدّدت المواجهات بين عناصر الأمن ومجموعة من المتظاهرين في مدينة الحسيمة، شمال المغرب، أمس الاثنين، أوّل أيام عيد الفطر بالمغرب، ممّا خلف إصابات بين الطرفين، نُقلت إلى المستشفى.
وشهد أمس الاثنين احتقانا منذ ساعات الصباح الأولى، إذ استنكر مجموعة من نشطاء ما يعرف بـ"حراك الريف" استمرار الحضور الأمني القوي في المدينة رغم أجواء العيد، ثم بدأت الصدامات عندما منعت القوات العمومية مجموعات من النشطاء من محاولة تنظيم مظاهرة جديدة عصر اليوم للمطالبة بإطلاق سراح المعتقلين.
ووفق شهود عيان، استخدمت قوات الأمن الغازات المسيلة للدموع لتفريق الحشود، وأظهرت مقاطع فيديو مصوّرة بالهاتف قيام بعض عناصر التدخل بتعنيف المحتجين ومطاردتهم، كما أظهرت صور أخرى وقوع إصابات بين المتظاهرين، وأكد نشطاء تجدد عمليات الاعتقال.
وانتقد مجموعة من السياسيين التدخل الأمني، وقال عبد العلي حامي الدين، القيادي في حزب العدالة والتنمية، الذي يقود الحكومة، إنه " ينبغي الاعتراف بفشل سياسة الإخضاع عن طريق المقاربة الأمنية واستخدام فائض القوة لتركيع الأصوات المطالبة بالكرامة"، متسائلا على صفحته بفيسبوك: "متى يستيقظ صوت العقل والحكمة لينبه السلطة العميقة بأن مطالب الشعوب لاتقمع بالقهر والتركيع ، وأن الحوار هو أنجع وأزكى سبيلا؟"
في الجانب الآخر، أعلنت السلطات المحلية للإقليم، حسب ما نقلته وكالة الأنباء الرسمية، إصابة 39 من أفراد القوات العمومية ـ"بجروح متفاوتة الخطورة"، إثر "قيام مجموعة من الأشخاص تضم ملثمين برشقها بالحجارة"، متحدثة كذلك عن أن الهجوم طال مستعجلات المستشفى الإقليمي وألحق أضرارا به وكذا بسيارة إسعاف كانت تقل عنصري أمن مصابين.
وتابعت السلطات أن من هاجموا السيارة "اعتدوا كذلك على الأمنيين المصابين داخلها وطاقمها"، كما قامت مجموعة أخرى بـ"تخريب سيارة مصلحة"، و"الاعتداء بواسطة عبوات الغاز المسيل للدموع" على عناصر الدرك الملكي.
وكان العاهل المغربي، الملك محمد السادس، قد أبدى، يوم الأحد الماضي، خلال اجتماع المجلس الوزاري، "استياءه وانزعاجه وقلقه" بخصوص عدم تنفيذ المشاريع التي يتضمنها البرنامج التنموي "الحسيمة منارة المتوسط" الذي دشنه عام 2015.