الرباط (CNN)— شهدت مدينة مكناس، شمال المغرب، فاجعة هزت الرأي العام، إثر انتحار طفلة لا يتجاوز عمرها 15 عاما، عبر إلقاء نفسها من إحدى العمارات المرتفعة بجماعة ويسلان يوم أول أمس الجمعة، مباشرة بعد تلقيها خبر رسوبها في السنة الثالثة من التعليم الإعدادي.
الطفلة إيمان، من مواليد عام 2002، اكتشفت صبيحة ذلك اليوم أن اسمها لا يوجد ضمن المنتقلين إلى التعليم الثانوي، ممّا يعني تكرارها للسنة الدراسية في إعدادية الياسمين، الأمر الذي أزّم وضعها النفسي حسب شهادات صديقاتها لمنظمة الشبيبة المدرسية، المهتمة بقطاع التربية.
"بعد علمها برسوبها، انخرطت إيمان في بكاء حاد وكان حزنها كبيرا للغاية وفق ما توصلنا إليها من صديقاتها، لكن لا أحد كان يظن أنها ستقدم على الانتحار"، تقول سعاد المهري، من الشبيبة المدرسية، لـCNN بالعربية، متابعة أن إيمان لم تصل بيتها ذلك الصباح، إذ انتقلت مباشرة إلى عمارة في الطريق، ورمت بنفسها من الأعلى.
وحسب المعطيات المتوفرة، فالأسرة لم تعلم مسبقا بالحالة النفسية المتأزمة للطفلة بعد تلّقيها للنتيجة، كما أن الطفلة التي كانت بمفردها لحظة إلقائها نفسها، توفيت في عين المكان بسبب قوة الارتطام.
وصرحت صديقتها لموقع محلي أن إيمان قد تكون علمت بخبر رسوبها ليلة الخميس، لافتة أنها التقت بها صبيحة الجمعة، وكانت تبكي بشدة، وبعد دقائق من فراقهما واتجاه الصديقة إلى بيتها، سمعت من أصدقائها أن إيمان تبكي بشدة في الإعدادية بعد تأكدها من رسوبها، وأنها لم تكن راغبة بالعودة إلى بيتها بسبب النتيجة.
وحاول أحد زملائها ثنيها عن فكرة عدم العودة للبيت، إذ كانت تحاول ركوب الحافلة في اتجاه غير معروف، وبعد افتراقهما، تجولت داخل عدة عمارات، قبل أن تجد باب عمارة مفتوح، ووصلت إلى السطح، لتلقي بنفسها من الأعلى، تقول صديقتها، وهي تبكي بحرارة في الفيديو.
وحول ما ترّدد عن أن الطفلة كانت تخاف ردة فعل قاسية من أسرتها من رسوبها، تحدثت سعاد المهري لـCNN بالعربية: "الأسرة لحد اللحظة لا ترغب بالحديث حول تفاصيل الوفاة، فوالدها ووالدتها في حالة نفسية جد صعبة، لكن المؤكد أن الطفلة كانت في غاية الإحباط ذلك الصباح بسبب نتيجتها الدراسية".
وأشارت المهري إلى أنها ليست المرة الأولى التي يتم خلالها التنبيه إلى ظاهرة الانتحار بين الأطفال، إثر تناميها مؤخرا: "الانتحار عنف مدرسي يمارسه الطفل على نفسه، ومن أسباب انتشار الظاهرة غياب مساعدين نفسيين داخل المؤسسات التعليمية، والضغوطات الكبيرة على عاتق الأطفال، وضعف التواصل في المؤسسة، وتكريس ثقافة الانتحار في الإعلام".