واشنطن، الولايات المتحدة الأمريكية (CNN) -- من المتوقع أن يحاول السفير الأمريكي جوزيف ين خلال زيارته هذا الأسبوع إقناع ميانمار، التي تعد شريكاً عسكرياً قديماً لبيونغ يانغ، أن تتعاون مع الولايات المتحدة الأمريكية لإيقاف نشاطات رئيس كوريا الشمالية كيم جون أون النووية، وذلك ضمن جهود البيت الأبيض لإطباق الحصار على القيادة الكورية.
فقد سبق أن ذكرت وزارة المالية الأمريكية أن الحكومة العسكرية في ميانمار كانت من أكبر المشترين للأسلحة والتكنولوجيا العسكرية من كوريا الشمالية قبل الانتخابات في 2015. وقال أنتونيو روغيرو، نائب مدير الوزارة المالية الأمريكية السابق وخبير الإجراءات المالية الموجهة إن معظم العقوبات رفعت عن ميانمار، إلا التي لها علاقة بكوريا الشمالية.
ولم تدل وزارة ميانمار الخارجية بأي تعليق عندما قامت CNN بسؤالها عن طبيعة العلاقة بينها وبين كوريا الشمالية. ولأن مدى العلاقة بين البلدين غير معروف، فتشكل زيارة ين خطوة مهمة.
وأفصح روغيرو عن رأيه بالزيارة قائلاً إن الولايات المتحدة على الأرجح تحاول إيصال رسالة لكوريا الشمالية مفادها أنها قادرة – إن لزم الأمر - على مد سطوتها إلى شمال شرق آسيا، التي تشكل منطقة مهمة لنشاطات كوريا الشمالية المحظورة.
ويقول المحللون السياسيون إن الرحلة تبدو جزءا من استراتيجية الولايات المتحدة لعزل كوريا الشمالية والتأثير سلبياً في قدراتها المادية.
باكورة محطات ين الآسيوية كانت في سنغافورة، للمشاركة في "حوار التعاون في شمال شرق آسيا". وقد تخفي هذه الزيارة أهدافا استراتيجية أخرى، فقد شهدت سنغافورة في السنوات الأخيرة العديد من اللوم لكون بعض الشركات فيها تنشط تجاريا مع كوريا الشمالية.
شركات عدة في سنغافورة وميانمار تورطت في صفقات لبيع أسلحة إلى كوريا الشمالية، وتعتقد السلطات الأمريكية أن بينها شركة تدعى "بان سيستمز بيونغ يانغ" التي تمتلك حسابات مصرفية في إندونيسيا وماليزيا والصين وسنغافورة والشرق الأوسط من أجل الالتفاف على العقوبات. لكن لوي لو، مندوب "بان سيسيتمز السنغافورة" كان قد قال لرويترز في مارس/آذار أن شركته ليس لها علاقة بتلك الموجودة في بيونغ يانغ، مضيفا أن الأخيرة "شركة أجنبية بإدارة منفصلة تستخدم الاسم نفسه."
وعلى الرغم من أن بيونغ يانغ جزء من حوار التعاون في شمال شرق آسيا، إلا أن هيثر نوارت، المتحدثة باسم وزارة الخارجية، قالت إن كوريا الشمالية لن تشارك في حوار هذا العام.
ويرى روغيرو أن الرسالة الموجهة من الزيارة إلى كوريا الشمالية هي: "إن كنتم هنا فنحن هنا أيضا، وسنمنح هذه الشركات والمصارف الخيار، إما أن تتابع مشاريعها بالدولار الأمريكي أو تتعامل مع بيونغ يانغ".
ورغم أن هذه الاستراتيجية قادرة على إلحاق بعض الأذى بالمداخيل المالية لكوريا الشمالية، إلا أنها غير قادرة على شلها بالكامل. وذلك لأن تقارير الأمم المتحدة تؤكد أن الصين تشكل مصدرا لقرابة 85 بالمئة من مستوردات كوريا الشمالية سنويا.