الرباط (CNN)— رغم إعلان السلطات أن المسيرة ممنوعة، خرج الكثير من المتظاهرين في مدينة الحسيمة، مساء اليوم الخميس، لأجل التنديد باستمرار اعتقال ما يفوق مئتي من نشطاء ما يعرف بحراك الريف، فيما قامت القوات العمومية بالتدخل لتنفيذ الحظر الذي أعلنته الحكومة المغربية.
وبدأ الخروج للشارع لأجل التظاهر في تمام الساعة الخامسة مساءً بالتوقيت المحلي، واستخدمت القوات العمومية الغازات المسيلة للدموع، وفق ما نقله مجموعة من النشطاء، لتفريق المتظاهرين، ومنعتهم من الوصول إلى ساحة محمد السادس التي يطلق عليها المتظاهرون اسم "ساحة الشهداء"، غير أن ذلك لم يثنهم عن محاولة التجمع في مجموعة من الشوارع والأزقة ورفع عدد من الشعارات المنددة بالمنع.
وعانت المدينة من ضعف واسع في الاتصال بشبكة الانترنت الجوال، ولم يستطع النشطاء الاستمرار في بث فيديوهات مباشرة على صفحاتهم بفيسبوك، وحمّلوا الصور بصعوبة بالغة، وهو وضع لم تعشه المدينة في السابق، وقال النشطاء إن عدد من خرجوا للتظاهر يعدّون بالآلاف.
وشهدت المدينة إنزالا أمنيا واسعا منذ ساعات، وانتشرت العناصر الأمنية في عدة مناطق من المدينة لضمان عدم تنظيم التظاهرة، في وقت يصرّ فيه النشطاء على إنجاح الاحتجاج الذي أرادوه "مسيرة مليونية"، خاصة مع توافد عدد من المتعاطفين إلى المدينة للمشاركة في هذه المسيرة، رغم إعلان عمالة إقليم الحسيمة، يوم الاثنين الماضي، عن عدم الترخيص لها.
ودافعت الحكومة المغربية عن قرار المنع، وقال الناطق الرسمي باسمها، مصطفى الخلفي، في الندوة الصحفية الأسبوعية التي يتحدث فيها، إن القرار حازم والحكومة تتحمل مسؤوليتها فيه، مشيرًا إلى أن المدينة تعاني كثيرا من الناحية الاقتصادية، وأن غياب الهدوء لا يساعد على توفير أجواء للاستثمار، لافتًا أن الحكومة تعمل على تلبية مطالب الساكنة، وأن المحتجين مطالبون بعدم تأجيج الأوضاع.
وخرج متضامنون مع "حراك الريف" في وقفة بساحة السراغنة بمدينة الدار البيضاء، كما خرج آخرون في وقفة أمام البرلمان المغربي بالعاصمة الرباط، مرددين شعارات تنتقد التدخل الأمني الذي شهدته مدينة الحسيمة.