الجزائر (CNN)— منعت السلطات الجزائرية توزيع العدد الأخير من الجريدة الشهرية الفرنسية "لوموند ديبلوماتيك"، بسبب احتوائه على تحقيق مطول حول واقع المجتمع الجزائري بعد 20 سنة من العنف الذي شهدته البلاد سنوات التسعينيات، حسب ما نقلته الجريدة ذاتها.
ووجه صحافي بالجريدة رسالة إلى موقع جريدة الوطن الجزائرية، أشار من خلاله إلى أن موزع الجريدة الفرنسية لم يحصل إلى ترخيص التوزيع، وهو أمر لم يحدث منذ عقود، ممّا جعل "لوموند ديبلوماتيك" تغيب عن أكشاك الصحف بالجزائر خلال الأيام الماضية، رغم أن عدد أغسطس/آب، الذي طاله المنع، جرى توزيعه بداية هذا الشهر، ولم يتبق له سوى بضعة أيام قبل إصدار عدد سبتمبر/أيلول.
ويحوي العدد تحقيقا تنقل أجله صحافي بالجريدة الفرنسية إلى الجزائر، يحمل عنوان "عشرون عاما على مذابح الحرب الأهلية: الذاكرة الممنوعة بالجزائر"، ويتحدث التحقيق عن نتائج المصالحة التي أعلنتها الدولة الجزائرية لطيّ صفحة ما يعرف بالعشرية السوداء، كما يبرز عودة الإسلاميين إلى عمق المجتمع الجزائري، زيادة على إلقاء الضوء على واقع ضحايا تلك المذابح التي خلّفت عشرات الآلاف من القتلى.
وكان الأمن الجزائري قد أوقف شهر أبريل/نيسان الماضي الصحفي الفرنسي الذي تنقل لأجل هذا التحقيق، حيث جرى التحقيق معه لساعتين قبل إخلاء سبيله، وتحدث الصحافي عن أن السلطات الأمنية الجزائرية بقيت تراقبه بعد ذلك بشكل لصيق إلى أن عاد إلى بلاده.