الرباط (CNN)— بعد الاحتفاء بها من لدن وسائل الإعلام المحلية إثر إعلان وزارة التربية الوطنية أنها حصلت على المرتبة الأولى وطنيا في امتحانات البكالوريا بالتعليم العمومي، لا تزال إيمان الطويل، تنتظر الفرج في الحصول على منحة دراسية تخوّل لها استكمال مسارها الدراسي في التخصص الذي تحلم به، وهو مزاولة الطب، وفي جامعة خاصة دشنت قبل أشهر قليلة.
إيمان الطويل، ابنة مدينة سيدي بنور، حصلت في دورة البكالوريا (شهادة الثانوية العامة) على معدل 19.31 في شعبة العلوم الفيزيائية، ووضعت نصب أعينها الدراسة في جامعة محمد السادس لعلوم الصحة، أول جامعة خاصة بالمغرب لدراسة الطب، بيدَ أن صعوبة توفير أسرتها لتكاليف الدراسة، بما أن والدها، المعيل الوحيد للأسرة، لا يملك غير محلّ بقالة، جعلت إيمان تنتظر الحصول على منحة دراسية.
نجحت إيمان في امتحان الولوج لهذه الجامعة، إلّأ أنها، ولحد اليوم (22 غشت/أغسطس 2017)، لم تتوصل بأيّ منحة تتيح لها تغطية تكاليف الدراسة، إذ أكدت إيمان لـCNN بالعربية أنها لم تنل منحة تُقدمها هذه الجامعة لفئة من طلبتها بعد دراسة ملفاتهم، إذ توصلت قبل أيام ببريد إلكتروني يؤكد أنها ليس ضمن دائرة المستفيدين.
"وضعت الدراسة في هذه الجامعة أكبر أهدافي، قبل أن أحصل على البكالوريا، إذ أعشق مهنة الطب وسمعت كثيرا عن سمعة هذه الجامعة الحديثة"، تتحدث لنا إيمان، لافتة، أنها لم تتوصل بأيّ مبادرة تحفيزية من لدن وزارة التربية الوطنية، منذ تفوقها في الامتحانات وإلى الآن، بما في ذلك أيّ تشجيع أو اقتراح للدراسة في الخارج، أو حتى تسهيل دراستها في الجامعة التي ترغب بها، وهي الجامعة التي تتطلب تكاليف كبيرة تتجاوز مقدرة أسرة بدخل جد متوسط.
وفي الوقت الذي انتهى فيه موعد التسجيل بالجامعة المذكورة (حدّد آخر أجل يوم 16 من هذا الشهر) دون أن تتمكن إيمان من التسجيل للسبب الأساسي المتمثل في التمويل، تقول إيمان إنها تلقت اتصالا من مسؤولي الجامعة بإمكانية أن تتسجل في وقت لاحق، وسط وعود بدراسة جديدة لملفها الخاص بالمنحة.
لكن ماذا لو لم يقدّر لإيمان الدراسة بتلك الجامعة بسبب غياب المنحة؟ تجيبنا إيمان أنها ستتجه إلى إحدى كليات الطب والصيدلة العمومية، لأنها تضع دراسة الطب هاجسا أولا، إن كان ذلك في جامعة محمد السادس لعلوم الصحة، وهو خيارها الأول الذي ترغب فيه بشدة، وإن كان ذلك في كلية أخرى إن لم يتسن لها الالتحاق بالأولى.
وفي انتظار إعلان نتائج المنحة العادية التي تتيحها وزارة التربية الوطنية لعموم الطلبة الذين يستوفون شروط الحصول عليها، تؤكد إيمان أن التكريم الوحيد الذي تحقق لها، من لدن مؤسسة عمومية، هو ذاك الذي حصلت عليه في البرلمان من طرف فريق أحد الأحزاب، غير ذلك، وباستثناء بعض الجمعيات ووسائل الإعلام، لم تلفت لها أيّ جهة حكومية.. واقع تتمنى أن تتغير بما أنها توصلت مؤخرا، بعد انتشار أخبار عدم حصولها على منحة، بمكالمات هاتفية تعدها أن الفرج قريب.