هذا المقال بقلم کاملیا انتخابی فرد، والآراء الواردة أدناه تعبر عن رأي الكاتبة، ولا تعكس بالضرورة وجهة نظر شبكة CNN.
نيويورك، الولايات المتحدة الأمريكية (CNN)-- تكتسب الهند الان أهمية خاصة بسبب تراثها الثقافي والفكري الغني. فعندما تذكر الهند، نتذكر دائماً باليوغا والسلام والتأمل، ونتذكر معابدها الجميلة المتعددة وأزياء الرجال والنساء التقليدية المميزة.
ان تلك الامة تعتبر أعظم وأعرق امة ديمقراطية في التاريخ، وقد ترأسها الزعيم المهاتما غاندي الذي قادها الى الاستقلال من المحتل البريطاني. الأشياء الجميلة التي تتميز بها الهند كثيرة لدرجة يمكن أن تسجل رقما قياسيا في الحضارة الإنسانية. هذه هي الهند التي نعرفها منذ طفولتنا، والتي نتمنى أن تبقى على الدوام.
ولكن مع كل هذه الإيجابيات والميزات، توجد مع الأسف نقاط قاتمة وغير سعيدة تلطخ صفحة هذه الامة العظيمة. هناك على سبيل المثال الفقر وانعدام التعليم، وهي أمور تجبر الناس على العيش في ظروف سيئة للغاية دون أن يكون لهم خيار في ذلك. هناك أيضاً بعض المناطق التي لا تزال تحكمها قبائل متخلفة يحكمها قانون القرون الوسطى، والنساء اللاتي يعشن في هذا المجتمع ليس لهن قيمة نهائيا. وهناك أيضاَ مشكلة التحرش الجنسي المنتشر بشكل كبير في الهند بالإضافة إلى استخدام العنف ضد المرأة.
الجميع يتحدثون عن المعاملة القاسية التي تواجهها المرأة في أجزاء واسعة من المجتمع الهندي، حيث يتم بيع الفتيات الصغيرات كعرائس أحياناً لأشخاص كبار في السن، وكبائعات هوى في أحيان أخرى. ان الاغتصاب الجماعي او قتل النساء ضمن الأسرة الواحدة هي حوادث كثيراً ما نقرأ عنها في الصحف المحلية اليومية.
إن بعض الاحداث المروعة تحولت الى قصص معروفة على الساحة العالمية بعد أن تداولتها الصحف ووسائل الإعلام العالمية، مثل حادثة اختطاف سائحة يابانية واغتصابها بشكل متكرر على مدى فترة زمنية طويلة، قبل أن تتمكن السلطات الهندية من تحريرها.
إن أخبار اغتصاب النساء أصبحت في الهند، مع الأسف، تمر بشكل اعتيادي مثل الاخبار العادية، وتحولت إلى ممارسات معتادة اصحبت تطغى على سمعة التراث الثقافي لهذه الامة العظيمة.
إن من أبشع قصص الاغتصاب التي سمعنا عنها مؤخراً هي حكاية أحد الزعماء الدينيين الهندوسيين (غورميت رام رحيم سينغ) الذي يقوم بكل شيء كالغناء والتمثيل، وقد تمت ادانته مؤخراً من قبل محكمة محلية بجريمة اغتصاب اثنتين من أتباعه منذ 15 سنة.
وبدلا من ان تكون هذه بداية جيدة لكي يتم ردع هذه التصرفات وايقافها، فان المفاجأة الكبرى كانت في نزول الالاف الى الشوارع لمواجهة الشرطة والمطالبة بإطلاق سراحه بعدم اعتقاله.
إن المجتمع الهندي لم يدرك بعد كم تضررت صورته امام العالم وذلك بسبب سماع قصص يومية عن الاغتصاب في الهند.
قام غورميت رام سينغ في عام 2015 بتشجيع 400 من اتباعه لإخصاء أنفسهم و ذلك بحجة التقرب من الله .
هذا الشخص الذي يقوم بنشر مثل هذه الأفكار والمعتقدات المتخلفة بين الناس الأكثر فقراً في الهند يواجه العدالة حالياً. وبدلاً من أن يفرح الجميع بزوال غشاوة الجهل والتخلف عن أعينهم، سارعت الطبقة الاجتماعية الفقيرة التي كان يستغلها على مدى السنوات الماضية إلى الدفاع عنه ومحاولة إخراجه من أزمته بالقوة، مما أدى إلى مقتل وإصابة الكثيرين في أحداث الشغب التي أثارها أتباعه.
ان اعلان الحكم الذي يستحقه هذا الرجل سيكون يوم الاثنين الموافق 27 أغسطس، ونأمل ان يكون ذلك بداية جيدة لمواجهة ادمان الاغتصاب في الهند.