الرباط (CNN)— خلقت صور لبعض انفصاليات جبهة البوليساريو، وهو يرتدين شالات فيها أعلام ما يعرف بـ"الجمهورية العربية الصحرواية الديمقراطية" (غير معترف بها أمميا) والجزائر، الداعم الأوّل للجبهة، ضجة بالمغرب، إذ كان الانفصاليون يرتدون هذا الزي في مطار محمد الخامس بالدار البيضاء المغربية نهاية الأسبوع الماضي، الأمر الذي اعتبرته مجموعة من وسائل الإعلام المحلية محاولة استفزاز.
وتظهر في الصور ناشطات من الجبهة، وهن يضعن حول رؤوسهن شالات تحمل العلمين المذكورين، وقد أوردت وكالة الأنباء الصحراوية، الناطقة باسم البوليساريو، أن المعنيات هن ضمن وفد يضم 49 "مناضلا"، جاؤوا من العاصمة الجزائرية بعد مشاركتهم في النسخة الثامنة من الجامعة الصيفية التي نظمتها الجبهة في مدينة بومدراس الجزائرية.
وتقطن الناشطات في الصحراء الغربية التي تعتبرها الأمم المتحدة منطقة متنازع عليها، ويدير المغرب حوالي 80 بالمئة منها، وهو ما يجعل الإعلام المغربي يطلق على نشطاء الجبهة القاطنين في هذا الحيز بـ"انفصاليي الداخل"، مقابل بقية أعضاء الجبهة القاطنين في مخيمات تندوف بالجزائر وكذا فيما تعتبره البوليساريو "أراضي محررة" (تصف الأمم المتحدة هذه الأراضي بالمنطقة العازلة).
وقالت يومية أخبار اليوم المغربية إن حوالي 21 من "انفصاليي الداخل"، حاولوا دفع سلطات المطار إلى ثحادث حقوقيث، إلّا أن "عناصر الأمن والجمارك لم تقع في الفخ"، وتركت المعنيين يلتقطون الصور في ممر التفتيش كنوع من الاحتجاج على ما اعتبره نشطاء الجبهة تعمدا في تأخير إجراءات التفتيش.
وتابعت اليومية أن الوفد "لم يتعرض إلى تضييق رغم الاستفزاز، كما أنه تخلى عن الرايات التي كان يحملها بعد وصوله إلى مطار العيون دون أن يفرض عليه أحد ذلك"، وأوردت اليومية نقلا عن مصادرها أن الوفد "حاول جرّ السلطات إلى حادث شبيه بما وقع عام 2009، عندما جرى توقيف سبعة انفصاليين في مطار الدار البيضاء".
من جهتها، قالت وكالة أنباء البوليساريو، إن السلطات المغربية أقدمت على "مضايقة واستفزاز" الوفد القادم ممّا تصفه الجبهة بـ"المناطق المحتلة"، متحدثة عن أن الوفد "فوجئ بمحاصرته من طرف العشرات من أفراد الأجهزة المغربية الذين قاموا بتوقيف أفراد المجموعة دون باقي المسافرين قبل أن يقدموا على تفتيشهم بطرق استفزازية ومهينة ، كما قاموا بمصادرة العديد من حاجيات أعضاء الوفد دون سند قانوني".