الجزائر (CNN)— ضجة خلقتها أنباء حول عطر يحمل اسم "رولاكس" في الأسواق الجزائرية، بعد نشر أن وزارة الدفاع الجزائرية أصدرت تحذيرا بكون هذا العطر قد يقتل مستخدميه، بعد ثلاث أو أربعة أيام من رشه، إلّا أنه ولحد الآن، لم يعثر على قارورة واحدة لهذا العطر المزعوم، ممّا يعيد إلى الأذهان إشاعة مشابهة لعطر قاتل اسمه "لوفلي".
الخبر نقلته مجموعة من وسائل الإعلام المحلية والدولية ووكالات أنباء، ونسبته إلى ما قيل إنه مراسلة سرية مسرّبة من وزارة الدفاع الجزائرية، وتحديدا من الناحية العسكرية الأولى بالبليدة إلى المديرية الجهوية لمصالح الصحة العسكرية، وتقول المراسلة، التي انتشرت بشكل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي، إن هذا العطر القاتل اكتُشف وجوده بمجموعة من الدول العربية، وإنه يستهدف المسلمين.
وتابعت المراسلة أن التحاليل التي أجريت على العطر أثبتت أنه سام وأن أعراضه لا تظهر مباشرة بعد استعماله، بل لها مفعول متأخر، وقد طالبت الوزارة من الجميع عدم استخدام هذا العطر وتحسيس الأفراد بخطورته.
بيد أنه ومنذ انتشار المراسلة قبل أيام، لم يخرج أيّ تأكيد حقيقي من الجيش على أن المراسلة تعود حقا إليه، كما أكدت وزارة التجارة الجزائرية، أمس الثلاثاء، إن النتائج الأوّلية لتحقيق أعلنت عنه حول العطر المذكور، بينت عدم وجود هذا المنتج في السوق، مؤكدة في بيان لها أنه لم يتم منح أيّ رخصة لماركة عطر تحمل هذا الاسم.
وكان غريبا أن يصدر تنبيه من وجود عطر "قاتل" من مؤسسة الجيش، بدل وزارة الصحة، بما أنها المؤسسة العمومية المعنية بصحة المواطنين، زيادة على أن وجود عطر "قاتل"، كان يحتّم نشر الخبر بشكل رسمي بدل الاكتفاء بمراسلة مسرّبة.
وكان جليا أن المنظمة الجزائرية لحماية المستهلك قد عممت بدورها على حسابها في فيسبوك هذه المراسلة، داعية إلى أخذ الحيطة من العطر، إلّا أن البحث في الانترنت، يوّضح أن أخبارا عن عطر من مثل هذا النوع، سبق أن انتشرت في بعض المواقع العربية منذ شهر يوليو الماضي، إذ قالت إن عطر رولاكس "القاتل" ينتشر في عدة دول عربية، ونسبت هذه المواقع الخبر إلى برنامج "الخير يا عرب" لقناة mbc، إلّا أنه لا يوجد أيّ رابط لحلقة من هذا البرنامج تتحدث حول العطر.
وانتقلت الإشاعة إلى تونس بعد بلاغ لوزارة الصحة، نشرته على صفتحها في فيسبوك، حذرت فيه من استخدام عطر "رولاكس"، وذلك "تبعا للمعلومات المتداولة ببلد مجاور"، في إشارة إلى الجزائر، بيدَ أن الوزارة استدركت القول "في صورة وجوده بالأسواق الموازية ونقاط البيع العشوائية"، وقد أكد مسؤول من الوزارة لإذاعة موازييك إف إم، أنه لم يتم العثور على هذا العطر في تونس.
والمثير أن خبرا من هذا النوع انتشر عام 2008، وكان المتغير فيه هو اسم العطر "LOVELY"، وقد نفت الشرطة الإماراتية ووزارة الصحة القطرية إن هذه الأنباء مجرّد إشاعات، كما أصدر النفي ذاته مسؤول بوزارة الصحة السعودية، ورغم ذلك، استمرت الإشاعة في الانتشار خلال السنوات اللاحقة في عدة مواقع ومنتديات إلكترونية، علما أنه لم ينشر خلال كل هذه السنوات، أيّ خبر من مصدر موثوق عن اكتشاف قارورة واحدة لعطر أنتجته شركة أجنبية ويوزع بالمنطقة العربية، ثبت فعلا أنه سام ومعدّ للقتل.