هذا المقال بقلم کاملیا انتخابی فرد، والآراء الواردة أدناه تعبر عن رأي الكاتبة، ولا تعكس بالضرورة وجهة نظر شبكة CNN.
إن معظمنا اليوم قد سمع باسم اونغ سان سو تشي، والتي أجبرتها الحكومة العسكرية في بلدها بورما على الإقامة الجبرية، لتصبح بعد ذلك بطلة للديمقراطية. فقد فاز حزب الرابطة الوطنية للديمقراطية، الذي تتزعمه اونغ سان سو تشي، في انتخابات عام 1990 بنسبة 81% من مقاعد البرلمان ولكن تم الغاء النتائج، حيث رفض الجيش تسليم السلطة، مما أدى الى احتجاج دولي. بعد ذلك تم احتجازها وأبقيت تحت الإقامة الجبرية لمدة 15 عاما، من 1989 الى 2010، حيث أصبحت احدى أبرز السجناء السياسيين في العالم .
وفي عام 1990، حصلت أونغ، التي تحولت إلى رمز للمقاومة ضد الديكتاتورية والظلم في العالم، على جائزة نوبل للسلام. وفي عام 2010 تم تحرير اونغ في عام 2010 وذلك تحت الضغط الدولي وتم انتخابها كعضو في البرلمان في عام 2012 وفي عام 2015 تم انتخابها مستشارة للدولة في ميانمار – وهو منصب يوازي منصب رئيس الحكومة.
لكن بطلة الديمقراطية رفضت الاعتراف بالتطهير العرقي والاضطهاد ضد أقليات الروهينغا المسلمة في بلادها، ولم تقم حتى بإدانة العمليات الوحشية التي تقوم بها حكومة بلدها ضد هذه الأقلية.
إن أعمال العنف ضد الروهينغا معروفة منذ سنوات ولكن العالم لا يبدي اهتماما لهذا، ووفقا لتقارير الاتحاد الأوروبي فان هذه الأقلية هي من بين أكثر الشعوب اضطهادا في العالم.
في الوقت نفسه فان اونغ سان سو تشي قالت في مقابلة على قناة بي بي سي إنه " لا يوجد تطهير عرقي."
هناك تقارير مثبتة تتحدث عن قطع رؤوس الأطفال وحرقهم وهم أحياء وذلك بناءا على دراسات حقوق الإنسان في المملكة المتحدة . ومن يقوم بذلك ليس داعش، بل هم جنود الجيش في بورما الذين يرتكبون مذابح جماعية ضد المدنيين الروهينجيا. ومع ذلك فإننا لا نسمع هذه الأيام سوى عن التوتر في شبه الجزيرة الكورية. أما ما يحدث في العالم الإسلامي فإنه، لسوء الحظ، لا يحظى بكثير من الاهتمام.
ما كنا نعرفه ونسمعه عن البوذيين لم يكن سوى حبهم للسلام وتعاطفهم مع جميع البشر. لذلك فإن من المثير للدهشة والاستغراب أن نرى كل هذه الوحشية ترتكب من قبل البوذيين بالاشتراك مع الشرطة والجيش. ولكن وفقا للسيدة أونغ فإن المسلمين هم الذين يقتلون أنفسهم ويحرقون أنفسهم ومنازلهم وقراهم.
الوجه الآخر لهذه القصة الحزينة هو سكوت معظم البلدان الإسلامية. بعض منها قام بإدانة ما يحصل ولكن ليس بما يكفي لحماية الآلاف من الروهينغا..
إن الاعتداءات الممنهجة على القرى، حيث قامت طائرات الهليكوبتر بإطلاق النار على المدنيين وقوات المواجهة التي كانت تحمي الأسر للهروب، وجميع الهجمات العشوائية ضد الهاربين المدنيين من غير المقاتلين كانت تصيب القرويين مما كان يرفع عدد القتلى إلى المئات وربما يكون أكثر بكثير.
جاء رد الفعل المباشر الوحيد من وزير الخارجية التركي مولود جاويش اوغلو، الذي قال يوم الجمعة إن الدولة التركية طلبت من بنجلاديش فتح أبوابها لشعب الروهينغا الهاربين من ميانمار وان تركيا ستدفع نفقات هذا الاستقبال.
وأضاف جاويش أوغلو أنه سيتم عقد قمة مع منظمة التعاون الإسلامي حول اراكان [ولاية راخين] هذا العام، و"نحتاج إلى إيجاد حل حاسم لهذه المشكلة."
يتعين على العالم أن يساعد هذا الشعب المضطهد قبل أن يتأخر الوقت كثيراً، نحن نشهد تطهيرا عرقيا ومذابح جماعية من قبل البوذية العنصرية في ميانمار.