الرباط (CNN)— عاشت مدينة تطوان، شمال المغرب، نهاية الأسبوع الماضي، على وقع ضجة واسعة حول ما أثير عن زواج طفلة لا يتجاوز عمرها 13 عاما بشاب يكبرها بحوالي ضعف عمرها، خاصة بعد تداول صور من داخل قاعة للحفلات، قيل إنها تعود لحفل الزفاف.
ووفق ما علمته CNN بالعربية من مرصد الشمال لحقوق الإنسان، فالأمر يتعلّق بطفلة تنحدر من مدينة المضيق، عمرها تحديدا 12 سنة ونصف، يتيمة الأب، وقد جرى الحفل يوم السبت الماضي دون أن يتوفر العريس على إذن بالزواج، غير أن والدة الطفلة، صرّحت لعناصر من الشرطة حلّت بعين المكان، أن الأمر يتعلّق فقط بخطبة وليس زواج.
وفي الوقت الذي نقلت فيه بعض وسائل الإعلام أن الشرطة أوقفت الحفل، نفت مصادر أمنية، في تصريحات صحفية متطابقة، تأكدت منها CNN بالعربية، إيقاف الحفل، وأن الإجراء الذي اتخذته العناصر الأمنية، التي حلّت في الحفل بعد توصلها بمعلومات عن وجود حالة زفاف لقاصر بسن 13 عاما، هو تحرير محضر موضوع سيعرض على النيابة العامة.
ويفرض القانون المغربي أن يكون سن الزواج هو 18 عاما، بيدَ أنه أتاح للقاضي إعطاء إذن بالزواج في بعض الحالات التي تقل عن هذا السن بشروط منها إجراء خبرة طبية، أما فيما يتعلّق بالخطبة، فالقانون المغربي لا يفرض أيّ سن لإجرائها، ولا يفرض أيّ وثيقة لإثباتها، كما لا يترتب عنها أيّ التزام قانوني.
وقال محمد بنعيسى، رئيس مرصد الشمال لحقوق الإنسان، إن الطفلة المعنية بهذه "الخطبة"، انقطعت عن دراستها، وإن مكانها الأصلي هو المدرسة وليس الزواج، لافتًا أن على القضاء المزيد من التحقيق في القضية لترتيب الجزاءات القانونية، وأن هناك وعي جماعي بالمغرب على ضرورة محاربة مثل هذه الظواهر.
وتابع بنعيسى لـCNN بالعربية أن ظاهرة تزويج القاصرات، دون الحصول إلى الإذن القضائي، توجد بالبلاد، إذ يتم التحايل على القانون بطرق عديدة حتى يتم الزواج، وقد طالب بنعيسى، كل من يملك صور الطفلة، بعدم نشرها (تم تداول صورها في فيسبوك)، لما يمثله ذلك من إضرار كبير بها.