هذا المقال بقلم کاملیا انتخابی فرد، والآراء الواردة أدناه تعبر عن رأي الكاتبة، ولا تعكس بالضرورة وجهة نظر شبكة CNN.
تقول وزارة الدفاع الأمريكية أن قاذفة قنابل من نوع (بي-1بي) تابعة لسلاح الجو الأمريكي، ترافقها طائرات أمريكية مقاتلة من نوع (إف-15 سي)، حلقت فوق المياه شرق كوريا الشمالية يوم السبت 23 سبتمبر. وفي الوقت الذي تتصاعد فيه حدة التوتر بين الولايات المتحدة وكوريا الشمالية في شبه الجزيرة الكورية، بدأ التوتر يزداد أيضاً في الطرف الآخر من العالم، في الشرق الأوسط، وهذه المرة لا علاقة للقضية بتنظيم داعش أو بسوريا، لكنها في الحقيقة تتعلق بالأكراد الذين يجرون استفتاءً مستقلاً يوم الاثنين 25 سبتمبر، على الرغم من غضب المجتمع الدولي الذي طالب بتأجيل الاستفتاء بسبب المخاوف الأمنية والتوترات الإقليمية.
لقد قامت إيران وتركيا بإغلاق مجالهما الجوي الذي يوصل الى إقليم كردستان وذلك احتجاجا على الاستفتاء، ولكن لن تتضح العواقب الحقيقية لهذا الاستفتاء إلا بعد إجرائه يوم الاثنين.
وإلى جانب هذا التوتر الإقليمي المتصاعد فان هناك توتراً آخر سيأتي بعد ذلك وهو بين إيران والولايات المتحدة، وهي حكاية أصبحت تقليدية بين هذين البلدين بسبب تضارب مصالحهما في المنطقة.
الإيرانيون يشعرون بالقلق من أن يقوم الرئيس ترامب بالانسحاب من الاتفاق النووي الإيراني قريبا في 15 أكتوبر، وهو موعد مصادقة الولايات المتحدة على أن إيران ملتزمة بالاتفاقية. هذا الأمر دفع الإيرانيين إلى القيام باستعراض سلاح جديد وهو صاروخ (خرمشهر) خلال عرض عسكري أقيم يوم السبت 23 سبتمبر، وهو أمر اعتبره كثيرون خطوة استفزازية من جانب إيران، وهي أيضا مناسبة لإعداد الرأي العام لمرحلة ما بعد الانسحاب من الاتفاقية النووية مع إيران.
وقد فاجأ الرئيس الإيراني حسن روحاني، الذي عاد من نيويورك حديثا بعد حضور اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة الثانية والسبعين، حتى الدول الأوروبية بإجراء الاختبار الصاروخي الأخير. لقد صرّحت كل من فرنسا وبريطانيا يوم السبت أن هذا الاختبار يعتبر انتهاكاً لقرار مجلس الأمن العام الدولي رقم 2231.
ويطالب القرار الدولي 2231، الذي يؤيد الاتفاق النووي مع إيران، هذا البلد بعدم تطوير أي برنامج للصواريخ البالستيية التي يمكن أن تكون قادرة على حمل رؤوس حربية نووية لمدة 10 سنوات على الأقل.
وبطبيعة الحال فان إيران تقول دائماً إن برنامجها الصاروخي هو لتطوير القدرات الدفاعية لإيران وأن ذلك لا يعتبر انتهاكاً لقرار مجلس الامن.
لكن الرئيس ترامب بعد ساعات قليلة من العرض الذي قامت به إيران غرّد على صفحته في تويتر "لقد اختبرت إيران صاروخاً باليستياً قادراً على الوصول الى إسرائيل. إنهم يعملون مع كوريا الشمالية. لاتوجد اتفاقية حقيقية بيننا".
وقام الرئيس ترامب بوضع إيران وكوريا الشمالية في نفس المستوى، الأمر الذي يذكرنا بالرئيس السابق جورج بوش عندما تحدث في خطابه الشهير عن " محور الشر " والذي ضمّ إيران وكوريا الشمالية والعراق.
لا أحد يتوقع حرباً جديدة في المنطقة بقيادة الولايات المتحدة، لكن إيران اليوم ليست إيران 2003، وكذلك الأمر كوريا الشمالية، ولا يزال العديد من المراقبين يعتقدون أن الدبلوماسية فد تعمل بشكل أفضل من اللغة القاسية والتهديد والدمار.
من المفترض أن يقوم الرئيس ترامب بوضع سياسته حول إيران بحلول نهاية هذا الشهر، وذلك قبل إعلان قراره بشأن المصادقة على الاتفاق النووي الإيراني.
مهما فعل، فان التوقعات المتعلقة بالأشهر القادمة قبل بداية عام 2018 ليست مبشّرة، ويبدو أن مجلس الامن الدولي سيكون منشغلا بكوريا الشمالية وإيران وحالة جديدة اسمها كردستان.