الرباط (CNN)— أثارت تدوينة للباحث المغربي في قضايا الدين، محمد عبد الوهاب رفيقي، المعروف بلقب "أبي حفص"، نقاشا بين بعض الأوساط الدينية في المملكة، بعد تساؤله عن تصديق حديث "لن يفلح قوم ولوا أمرهم امرأة"، أو عن تصديق واقع آخر من أمثلته ما حققته المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل لبلادها.
وأكدّ رفيقي في تصريحات لـCNN أن موقفه تحديدا من هذا الحديث هو عدم العمل به، وأنه غير معني كثيرا بنقاش هل الحديث صحيح أم لا، بقدر ما يعنيه أنه لا يمكن استنباط حكم شرعي من هذا الحديث والقول إنه صالح لكل زمان ومكان، لأن الحديث "يصطدم بالواقع، ويفهم منه التنقيص من المرأة وإظهارها أنها ليست في مستوى تحمل القيادة".
وجاء في تدوينة رفيقي: "هل نصدق ما يراد لنا أن نفهم من حديث : ( لا يفلح قوم ولوا أمرهم امرأة)، أم نصدق الواقع الذي نراه مع ميركل وما حققته لوطنها خلال ثلاث ولايات واستحقت معه الرابعة؟ فهل الحديث لم يقله النبي عليه السلام علما أنه في البخاري؟ أم أن فلاح ميركل في سياسة قومها أكذوبة ومؤامرة صهيونية ماسونية عالمية لتدمير الاسلام وتكذيب نبي الإسلام؟ ".
وتابع رفيقي، مؤسس مركز الميزان، في تدوينته: " متى نصالح بين الفكرة والواقع؟ متى نعترف أن كثيرا من النصوص حتى وإن صحت فهي ليست لنا ولا لواقعنا ولا حلا لمشكلاتنا؟ متى نتأكد من أن كثيرا من النصوص لها سياقاتها الخاصة وظروفها وأسباب نزولها التي تجعلها قاصرة عليها فلا تصلح لأن تكون حكما فوقيا على طول الزمان والمكان؟".
وقال رفيقي في تصريحات لشبكتنا إن تدوينته جزء من تدوينات متواصلة حول الحديث عن نصوص لها سياقاتها الخاصة ولا يمكن أن تُفهم بالشكل ذاته على ضوء الحاضر، متسائلا: " لماذا يتم التعامل مع نصوص القتال والجهاد بقراءات تجديدية، بينما لا يتم ذلك في النصوص المتعلقة بالمرأة، رغم أنها تطرح الإشكاليات ذاتها؟".
ولكن، هل ينسحب هذا الموقف على قضايا أخرى كالمساواة في الإرث؟ يجيب رفيقي أن كل ما يؤطر العلاقات البشرية، لا يعتبر من الدين، حتى ولو وردت فيه نصوص من القرآن أو السنة، لافتًا أن كل هذه النصوص تخصّ سياقات خاصة وأسباب نزول محددة، ويجب تأويلها حسب متغيرات الحاضر، ومن ذلك مسألة الإرث.
وينشر رفيقي، الذي كان محسوبا قبل مدة على التيار السلفي، مواقف مخالفة للكثير من المواقف التي عُرف بها قبل سنوات، ممّا سبّب له انتقادات من لدن بعض من كانوا يجتمعون معه في هذا التيار، وقد أكد رفيقي أكثر من مرة أنه قام بمراجعات متعددة لآرائه واجتهاداته.
وفازت ميركل بولاية رابعة لقيادة ألمانيا، بعد فوز التحالف المحافظ بين الاتحاد المسيحي الديمقراطي والاتحاد المسيحي الاجتماعي بالصدارة، في انتخابات شهدت تراجعا كبيرا لحليف ميركل السابق، الحزب الاشتراكي الديمقراطي، الذي قرّر التوجه إلى المعارضة، وتقدما قويا لليمين القومي "البديل من أجل ألمانيا".