واشنطن، الولايات المتحدة الأمريكية (CNN) -- سيقدم "فيسبوك" للكونغرس نسخ لثلاثة آلاف إعلان اشترتها روسيا لنشر المشاركات السياسية الاثنين، مما سيوضح لواشنطن كيف استخدم الكرملين مواقع التواصل الاجتماعي للتلاعب بالسياسة الامريكية، علما أن "فيسبوك" لن ينشر الإعلانات أو تفاصيلها.
أتى القرار عقب شهر من إنباء السلطات بالإعلانات. وقد تعهد المدير التنفيذي لـ"فيسبوك" مارك زوكربيرغ، منذ أكثر من أسبوع، تحت ضغطٍ هائل من أعضاء مجلس الشيوخ الديمقراطيين، ، بتسليم الإعلانات للسلطات.
وأكدت مصادر موثوقة لـCNN أن على صفحات الاعلانات مشاركات لحركة "بلاك لايفز ماتر" وأخرى تصف اللاجئين بمغتصبين وآخرين يروجون لحقوق حمل السلاح مع الإشارة إلى التعديل الثاني في وثيقة الحقوق للولايات المتحدة.
أثبتت CNN أن إعلاناً واحداً على الأقل لحركة "بلاك لايفز ماتر" وُجه جغرافياً لمُدن بالتيمور وفيرغسون وميسوري. وأضافت أن حسابين لـ"تويتر" و"فيسبوك" تحت اسم "بلاكتيفيست" يحرّض الناس بحجة استهداف الشرطة للأمريكيين السود.
قالت مصادر من "فيسبوك" وواشنطن أن هدف تلك الإعلانات الروسية هو تضخيم الخلافات السياسية الأمريكية وزيادة الشعور بالانقسام والفوضى خاصة خلال الانتخابات الرئاسية.
واستدعت لجنة الاستخبارات بمجلس الشيوخ الأمريكي وكلاء من كل من "فيسبوك" و"تويتر" و"ألفا بيت"، وهي الشركة القابضة المالكة لـ"غوغل"، للإدلاء بشهاداتهم في جلسة استماع علنية في الأول من نوفمبر/تشرين الثاني. لم تعيد أي من الشركات الرد بتأكيد حضورها بعد.
أخبر المسؤولون في "تويتر" الكونغرس أنهم اتخذوا الإجراءات اللازمة ضد حوالي مئتي حساب على موقع التواصل الاجتماعي الأسبوع الماضي بعد التأكد من ارتباطهم بروسيا، وأنهم بالفعل يسعون للتدخل بالسياسة الأمريكية. تعرف المسؤولون في "تويتر" على الحسابات المرتبطة بالحسابات التي تعرف عليها "فيسبوك" فقط.
قال عضو مجلس الشيوخ الامريكي، مارك وارنر، إن الإعلانات التي كشفها موقع "فيسبوك" حتى الآن ليست إلا عينة من التدخلات العديدة لروسيا في الانتخابات الرئاسية الأمريكية من خلال مواقع التواصل الاجتماعي. وقد أنتقد وارنر وباقي أعضاء مجلس الشيوخ "تويتر" و"فيسبوك" للنتائج المحدودة التي توصلوا اليها.
وتُجرى شركة "غوغل" تحقيقاً داخلياً لكشف مدى تدخل روسيا في برنامجها من خلال الإعلانات واستعمالها لـ"يوتيوب"، وفقا لما أكده مصدر موثوق من شركة "غوغل".