نساء العالم تشاركن قصصهن مع الاعتداء الجنسي.. والمصريات الأكثر تعرضاً له

العالم
نشر
5 دقائق قراءة
نساء العالم تشاركن قصصهن مع الاعتداء الجنسي.. والمصريات الأكثر تعرضاً له
Credit: KHALED DESOUKI/AFP/Getty Images

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- "أنا كمان".. كلمتان اختصرتا حال غالبية النساء في جميع أنحاء العالم على مدى الثلاثة أيام الماضية في مواقع التواصل الاجتماعي.

وقد انتشر وسم #أنا_كمان و#MeToo على مواقع التواصل الاجتماعي تويتر وفيسبوك وانستغرام، كرد على فضيحة منتج هوليوود الكبير هارفي وينشتاين – الذي يواجه اتهامات اعتداء وتحرش من عدة نساء – بعد أن غرّدت الأحد الممثلة الأمريكية أليسا ميلانو فقرة كتب فيها: "مقترح من صديق: إذا كتبت جميع النساء اللواتي تعرضن للتحرش أو الاعتداء الجنسي في حياتهن ’أنا أيضاً،‘ على صفحاتهن، فقد نعطي الناس فكرة حقيقية عن حجم المشكلة." ثم علّقت ميلانو على التغريدة كاتبة: "إذا كنت قد تعرضت للتحرش أو الاعتداء الجنسي، اكتبي ’أنا أيضاً‘ كرد على هذه التغريدة."

وسرعان ما انهالت التعليقات من النساء على مواقع التواصل الاجتماعي، ليشاركن ميلانو في هذه الحملة، ويغرّدن عن معاناتهن من التحرش والاعتداء الجنسي، وشاركت النساء قصصهن عن المرة الأولى التي واجهن فيها التحرش، بهدف تشجيع النساء الأخريات على مشاركة قصصهن أيضاً، وتقديم الدعم لهن، فيما اكتفت بعض النساء بتغريد عبارة "أنا أيضاً،" وفضلن عدم ذكر قصصهن لتجنب ما قد تحمله من ذكريات سيئة.

ولم تغب مشاركات النساء العربيات في استخدام الوسم أيضاً، إذ انتشرت العديد من التغريدات في العالم العربي، حيث قامت النساء على مواقع التواصل الاجتماعي بتعريب الوسم بالعامية ليصبح "أنا_كمان،" واستخدامه لمشاركتهن قصصهن مع التحرش والاعتداء الجنسي في العالم العربي. 

وأتت غالبية التغريدات وقصص التحرش الجنسي من مصر، إذ تزامنت حملة "أنا أيضاً" مع استفتاء جديد نشرته مؤسسة تومسون رويترز، جاء فيه أن القاهرة هي المدينة الأكثر خطورة على النساء في العالم، من ناحية العنف والتحرش الجنسي، والممارسات الثقافية الضارة، ومدى توفر الرعاية الصحية الجيدة، وفرص العمل، والتعليم.

وفي حديث مع مؤسسة تومسون رويترز حول موضوع الاستفتاء، أكدت الصحفية المصرية والناشطة في حقوق المرأة، شهيرة أمين، أن كل شيء في القاهرة يصعّب الحياة على النساء، مضيفة: "نرى النساء تكافحن في جميع المجالات، حتى في نزهة بسيطة في الشارع، يتعرضن للتحرش، سواء اللفظي أو الجسدي."

وتفاوتت قصص النساء العربيات بين حالات مضايقات في الشوارع العامة وألفاظ بذيئة ونظرات قذرة، وبين حالات تحرش جنسي تعرضن لها من قبل زملاء ومدراء في أماكن عملهن، واعتداءات جنسية تعرضن لها منذ صغرهن من أصدقاء وأقارب وجيران. 

وتقول نهال رحاب أبو جوهر، إنها في الـ18 من عمرها كانت تعمل في متجر للأدوات المنزلية بجانب عيادة طبية، وحاول الطبيب الذي يعمل فيها التحرش بها بطريقة "مقرفة" على حد وصفها، ولكنها استطاعت التصدي له، ما دفعه للابتعاد عنها ونفي محاولته في التعدي عليها.

أما منال بنت ماماه، فقط شاركت أيضاً قصتها مع حالات التحرش العديدة التي تعرضت لها، من بينها محاولة اغتصاب من مديرها في العمل عندما كانت في الـ31 عاماً من عمرها.

كذلك الشابة ميس قات، والتي شاركت قصتها في المعاناة من التحرش عندما بلغت الـ14 عاماً من عمرها، وتبعها شاب حاول التحرش بها في مدخل منزلها وحتى إيذائها من خلال استعمال العنف والاعتداء عليها.

ولكن، لم تكن ميلانو هي من أطلقت هذه الحملة لأول مرة، إذ أن الناشطة في مجال حقوق النساء، تارانا بورك، بدأتها منذ أكثر من 10 سنوات، عندما كانت تدير مخيم للفتيات في العام 1996، وشاركت إحدى البنات معاناتها مع اعتداء زوج والدتها عليها خلال فترة بلوغها في جلسة سرية مع بورك.

وتقول بورك على موقعها "JustBeInc،" إنها لم تنس نظرة الطفلة منذ ذلك الحين، كاتبة: "راقبتها وهي تبتعد عنّي بينما كانت تحاول إعادة أسرارها إلى مخبئها. راقبتها ترتدي قناعها مرة أخرى وتعود إلى العالم وكأنها كانت لوحدها، ولم أتمكن حتى من إجبار نفسي على همس كلمتي.. أنا أيضاً."