أديس أبابا، أثيوبيا (CNN) -- بدأت السفيرة الأمريكية في
الأمم المتحدة، نيكي هالي، بعثة دبلوماسية لحل أصعب أزمتين في
أفريقيا، وهما العنف السياسي الفوضوي والكوارث الإنسانية، خشية أن
يتطورا ليشكلا تهديداً أمنياً على الولايات المتحدة.
ووصلت هالي إلى أثيوبيا الإثنين للتحاور مع رئيس الوزراء، هايله مريم
ديساليغنه، ومسؤولو الاتحاد الأفريقي، وقالت هالي بعد انتهاء الاجتماع
أنها تأمل أن تكون هذه بداية لـ"علاقة قوية" بين الاتحاد الأفريقي
وشركاء واشنطن في أفريقيا.
كما أضافت: "ترى الولايات المتحدة أن أفريقيا جزء مهم جداً من العالم.
نرى فرصاً عظيمة في أفريقيا، ونرى أيضاً التحديات، ولكننا نريد
المساعدة وإمداد الدعم في تلك الحالات. والأهم أننا نريد أن نرى كيف
بإمكاننا أن نبني الشراكة معاً، سواءً كانت من خلال النمو الاقتصادي
أو الممارسات الاستراتيجية أو الحلول السياسية."
ستسافر هالي أيضاً إلى جنوب السودان وجمهورية الكونغو الديمقراطية،
وتعتبر من أوائل كبار أعضاء إدارة الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب،
الذين قاموا بزيارة قارة أفريقيا.
لم يقل ترامب الكثير عن أفريقيا منذ استلامه الرئاسة، لكن مقتل أربعة
جنود أمريكيين في النيجر خلال كمين نصبة محاربو تنظيم داعش مطلع هذا
الشهر قد سلط الضوء على توسع واشنطن العسكري وعملياتها لمحاربة
الإرهاب ضد النشطاء في أفريقيا.
وقالت هالي في مقال رأيي لـCNN قبل سفرها إلى أفريقيا، "نرى حول
العالم أن أوضاع اليأس تؤدي في غالب الأحيان إلى نتائج خطيرة. ولذلك
طلب مني مؤخراً الرئيس دونالد ترامب السفر إلى أفريقيا لكي أرى بنفسي
الوضع وما يجب علينا فعله."
حذرت هالي، بعد الاجتماعات، بأن ترك نزاعات أفريقيا بدون حل قد يترك
فراغاً ليصبح فرصة ذهبية للجماعات المتطرفة كما حدث في جنوب
السودان.
كما أضافت أنها ستقدم رسالة حادة لكل من رئيس جنوب السودان، سالفا
كير، ورئيس الكونغو، جوزيف كابيلا، أن "على حكومتيهما التوقف عن جعل
عمل قوات حفظ السلام وعمال الإغاثة أكثر صعوبة."
وأشارت إدارة ترامب أنها تعيد النظر في علاقتها مع كير، فقد ساندت
واشنطن تولى كير السلطة عام 2011 عندما حصلت جنوب السودان على
استقلالها من جمهورية السودان بعد نزاعات دامت عشرات
السنين.
ودخلت دولة جنوب السودان في حرب أهلية من بعد أن طرد كير، وهو من
قبيلة الدينكا، نائبة، رياك مشار، من قبيلة النوير عام 2013، مما بدأ
عهد الهجومات الوحشية على المدنيين. أدى النزاع إلى أكبر أزمة لاجئين
بأفريقيا حيث اضطر ثلث سكان الدولة، أي أربعة ملايين شخص، للرحيل.
ونزح نفس عدد الناس من الكونغو.
اتهمت هالي الرئيس الكونغولي بأن "سلوكه مفترس" مع شعبه، وقد انتهت
ولايته في شهر ديسمبر/كانون الأول الماضي لكنه يرفض التنازل عن
منصبه.
تستهلك الكونغو وجنوب السودان أكثر من مليار دولار سنوياً في عمليات
الأمم المتحدة للحفاظ على السلام وتعد العمليات فيهما الأعلى كلفة.
وتساهم الولايات المتحدة الأمريكية بأكبر حصة من المال لعمليات حفاظ
السلام لكن هالي ركزت على تقليل التكاليف منذ توليها منصبها.
سفيرة أمريكا بالأمم المتحدة تحذر: المتطرفون سينتهزون الفرص بأفريقيا
العالم
نشر
4 دقائق قراءة