واشنطن، الولايات المتحدة الأمريكية (CNN) -- صور الصاروخ الذي يحمل اسم "هواسونغ 15" تظهر الكثير من التفاصيل التقنية والعملية عن مزاياه والمدى الذي وصلت إليه تكنولوجيا الصواريخ الكورية الشمالية والخطر الذي تمثله. بعض التفاصيل التي كشف عنها الصاروخ قد تسبب صدمة لمتابعي التكنولوجيا العسكرية لذلك البلد وقدرتها على تطوير نفسها.
وقال مايكل دوتسمان، الباحث لدى "مركز دراسات جيمس مارتن"، إن حجم الصاروخ كبير للغاية، وهو خبر مهم بحد ذاته، إذ ليس هناك الكثير من الدول التي يمكنها بناء صواريخ مماثلة من حيث الحجم، ناهيك عن إجراء تجربة إطلاق ناجحة لها. وأضاف دوتسمان أن قطر الصاروخ كبير جدا مقارنة بالنماذج السابقة، حتى عند بدء تفككه وانتقاله لمرحلة الاطلاق الثانية.
وتعمل الصواريخ الكبيرة البعيدة المدى عبر آلية إطلاق معقدة مكونة من عدة مراحل، لكل منها محركه الخاص ووقوده الذي يسمح له بالتحرك نحو الغلاف الجوي ومن ثم الفضاء الخارجي قبل أن يعود ليدخل جو الأرض ويسقط على هدفه بعد أن تتفكك الأجزاء التي تحتوي المحركات عقب كل مرحلة.
دوتسمان حض أيضا على أخذ تلميحات بيونغ يانغ حول قدرة الصاروخ على حمل رأس نووي ثقيل الوزن على محمل الجد، ورجح أيضا أن يكون الصاروخ قد حمل رأسا حربيا مزيفا بالوزن نفسه لاختبار قدرته على التعامل مع الأوزان المماثلة>
ديفيد شمرلر، وهو أيضا أحد باحثي "مركز جيمس مارتن"، لفت إلى أن صور الصاروخ الجديد تُظهر استخدام محرك مختلف كليا عن النسخة الأخيرة، وهي "هواسونغ 14"، فذلك الصاروخ كان مزودا بمحرك واحد مع أربع نفاثات دافعة جانبية للتحكم في اتجاهه، في حين أن للصاروخ الجديد محركين دون نفاثات دافعة، ما يدل على استخدام حلول تكنولوجية حديثة للتحكم بتوجيه الصاروخ لم تكن تعرفها كوريا الشمالية من قبل، مثل دوران مقدمة الصاروخ.
بعض المحللين لاحظوا الكثير من الشبه بين صاروخ "هواسونغ 15" الجديد وصاروخ "تيتان II" الأمريكي الذي يعتبر الأكبر في تاريخ الصناعة العسكرية الأمريكية، وقد أنتجته واشنطن خلال الحرب الباردة وأنهت عمله عام 1987، وكان بوسعه حمل رأس نووي بقدرة 9 ميغاطن، لمسافة تصل إلى 15 ألف كيلومتر، أما قوته التدميرية فتعادل 600 مرة قنبلة هيروشيما.