كوالالمبور، ماليزيا (CNN) -- اختارت المعارضة الماليزية رئيس الوزراء السابق، مهاتير محمد، البالغ من العمر 92 عاماً، ليكون مرشحها لمنصب رئاسة الوزراء في الانتخابات التي ستجري قبل أغسطس/أب المقبل، ما يمثل عودة سياسية غير منتظرة لرئيس الوزراء المخضرم الذي أمضى سنوات طويلة على رأس السلطة.
وصرح مهاتير في مقابلة مع CNN، أن عودته إلى الأضواء السياسية تنحصر في تصميمه على الإطاحة بالرئيس الحالي نجيب عبد الرزاق، الذي يواجه اتهامات بالفساد في ظل استمرار سجن أنور إبراهيم، وهو الزعيم المعارض الأكثر شعبية في البلاد.
واكتسب الطبيب مهاتير، الذي امتدت فترة رئاسته للحكومة 22 عاما ً، سمعة طيبة بالتزامه بما يناسب مصالح البلاد، قائلاً: "أعتقد أنها مهمة يجب القيام بها، ولا أستطيع أن أقبل أن يُدمّر هذا البلد من قبل أنانيين لا يفكرون سوى بسرقة ماله."
ورفعت وزارة العدل الأمريكية دعاوى قضائية في عام 2016، عدلت في وقت سابق من هذا العام، لاسترداد أكثر من 1.7 مليار دولار قال المدعون العامون أنها تم غسلها من خلال صندوق الثروة السيادية الماليزية برئاسة نجيب.
وستجرى الانتخابات القادمة في ماليزيا قبل شهر أغسطس/أب من عام 2018، ويتوقع الكثير من الناس أن يحدث ذلك بوقت ما في مارس/آذار المقبل.
وأعلنت المعارضة أنه رغم ترشيح مهاتير لرئاسة الوزراء في الانتخابات القادمة، فإن أنور سوف يتولى هذا المنصب إذا ما تمكن من التقدم على حساب التحالف الحاكم في الانتخابات، بما يسمح له بالحصول على عفو ملكي بعد إدانته بتهمة "المثلية"، ما يفتح الباب أمامه لاحقا من أجل الترشح لرئاسة الوزراء.
وذكر الأمين العام لتحالف المعارضة عبد الله خلال الاجتماع أن مهاتير ووان عزيزة وان إسماعيل زوجة أنور هما مرشحا التحالف لمنصب رئيس الوزراء ونائبة رئيس الوزراء.
وقال مهاتير لشبكة CNN، إنه "من أجل التخلص من هذه الحكومة، أنور يريد التخلص من نجيب وأنا أيضاً أريد التخلص من نجيب"، مضيفاً "إذا أردنا التخلص من نجيب علينا أن نعمل معاً ويجب أن ننسى الماضي" بإشارة إلى تباينات سياسية كانت بينه وبين أنور نفسه.
وأشار الرئيس التنفيذي لمعهد الديمقراطية والشؤون الاقتصادية في كوالالمبور، وان سيفل وان جان، إلى أن مهاتير له نفوذ واضح من حيث سرعة قبول المعارضة له، وأن "لديه القدرة والنفوذ لحشد الناس ... تماما مثل أنور" على حد تعبيره.